105
العموم نيوز:
كتب :يحيى الحموري
رمضانُ الصيامِ… لا رمضانُ الخصام!
أيها الصائم، تمهَّلْ… فإنَّ صومَك عبادةٌ، لا صكٌّ على الغضب! ألا تخجلُ أن تُمسِكَ عن الطَّعامِ، ثم تُفلِتَ أخلاقَك؟ أن تَمتنِعَ عن الماءِ، ثم تُغرِقَ الناسَ في فوضاك؟ أيُّ دينٍ هذا الذي يُبيحُ لك ضيقَ الصَّدرِ، وسُوءَ المَسيرِ، وشراسةَ الطِّباع؟!
رمضانُ ليسَ موسمَ التَّبرُّمِ والتذمُّر، وليسَ ذريعةً للتَّجهُّمِ والتَّصعيرِ، ولا مبرّراً للفوضى وسُوء التَّدبير! الصِّيامُ ليسَ عن المأكَلِ والمشرَبِ فحسب، بل عن اللَّغَطِ والصَّخَبِ والأذى… فأينَ صيامُ القُلوبِ قبلَ صيامِ البطون؟!
على مَدارِ الشَّهر، يرتَقِي المُؤمنُ بحُسنِ خُلُقِه، لا بانفلاتِ أعصابِه! فكيفَ تُضيِّقُ على النَّاسِ في الطَّريقِ، وتُرهِقُهم في المَسيرِ، ثمَّ تَزعُمُ أنَّكَ صائِم؟! أليسَ رمضانُ شهرَ العَفوِ وكَظمِ الغَيظ؟! فأينَ أنتَ مِن قولِ رسولِ اللهِ : “فَإِنِ امرُؤٌ شَاتَمَهُ أو قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ”؟!
رويدَكَ… لا تَكُن الصَّائمَ الذي يَحمِلُ الناسَ وِزرَ جُوعِه، وغُصَّةَ عَطَشِه، واختِبارَ صَبرِه! بل كُنْ الصَّائمَ الذي تَزهو به الطُّرُقات، ويَسمُو به المَقال، ويُشرِقُ به الهُدوءُ والرِّفقُ والجَمال!
صُم بأخلاقِك… فإنَّ الصِّيامَ عن الطَّعامِ سَهلٌ، لكنَّ الصَّيامَ عن الأذى مَكرُمةُ الرِّجال!