العموم نيوز: أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن الاجتماع الوزاري المنعقد اليوم الخميس في بروكسل يشكل “محطة حاسمة” في رسم ملامح القدرات الدفاعية المستقبلية للحلف، بهدف تعزيز أمن نحو مليار شخص يعيشون ضمن أراضي الدول الأعضاء.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، شدد روته على أن المجتمعين سيصادقون على أهداف القدرات الدفاعية، والتي ستشكّل الأساس لقرارات قمة الناتو المرتقبة في لاهاي، لا سيما فيما يتعلق بملف الإنفاق العسكري.
وأوضح روته أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب “زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي”، مشيراً إلى أن ذلك سيساهم أيضاً في تحقيق توازن أفضل في تقاسم الأعباء بين الولايات المتحدة، وكندا، والدول الأوروبية.
وأضاف: “لا ينبغي أن تستند قراراتنا إلى أرقام اعتباطية، بل إلى احتياجات واقعية نحددها كمجموعة موحدة وديمقراطية”، مشيراً إلى أن اقتراحاته بشأن خطة الإنفاق الدفاعي ستُعرض خلال المؤتمر الصحفي الختامي مساء اليوم.
وأشار روته إلى أن الأولويات الدفاعية التي يعمل عليها الحلف تشمل تطوير أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ بعيدة المدى، والتشكيلات البرية القادرة على المناورة، إلى جانب تحديث أنظمة القيادة والسيطرة. وأكد أن هذه القدرات ضرورية لتعزيز قدرة الحلف على الردع والدفاع في مواجهة التحديات المتزايدة.
وفي سياق متصل، كشف روته عن عقد اجتماع مع مجلس “الناتو-أوكرانيا”، بحضور وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يعكس الأهمية المتزايدة للتنسيق بين الناتو وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول الجدل بشأن تحديد عام 2032 كموعد لتحقيق الأهداف الدفاعية الجديدة، قال روته إن النقاشات ستتواصل خلال الأسابيع المقبلة، موضحاً أن الحلف “يتخذ قراراته بالإجماع، وهو ما يعكس طبيعته الديمقراطية”.
كما أعرب روته عن تقديره للولايات المتحدة لدورها الحاسم في دعم أوكرانيا، مثنياً على جهود وزير الدفاع الأميركي والرئيس دونالد ترامب في دعم كييف والسعي نحو إحلال السلام، والتواصل مع روسيا لفك الجمود القائم.
وتأتي هذه التطورات في إطار التحضيرات لقمة الناتو القادمة في لاهاي، وسط نقاشات مستفيضة بين الحلفاء حول تعزيز الردع والدفاع، وتوزيع الأعباء المالية والعسكرية بشكل أكثر توازناً بين دول الحلف.

