العموم نيوز: يظن الكثيرون أن مواجهة الندم أمر يحدث في اللحظات الأخيرة من الحياة، لكن الحقيقة أن الندم يمكن أن يكون أداة قوية لإعادة ترتيب الأولويات ونحن ما زلنا نملك الوقت.
هنا تأتي فكرة مراجعة الندم (Regret Audit)، وهي ممارسة بسيطة لكنها عميقة تساعدك على اكتشاف ما يهمك حقا، لتعيش بجرأة ووعي أكبر.
سؤال واحد يغيّر منظورك عن الندم
لا تحتاج هذه مراجعة الندم إلى تحليل مطوّل أو جلسة مطولة مع الذات. يكفي أن تسأل نفسك:
“لو عرفت أنني سأرحل غدا، ما الذي سأندم على عدم القيام به؟”
هذا السؤال المستلهم من مبدأ memento mori (تذكّر أنك ستموت)، وهو ليس دعوة للتشاؤم، بل لإدراك قيمة الوقت وما يمكن أن نفقده إذا واصلنا التأجيل.
ما الذي يكشفه الندم؟
- الندم شخصي للغاية: ما يراه شخص مهما قد يكون غير ذي قيمة لآخر.
- المهم هو ما يعني لك أنت، وما يعبّر عن حقيقتك الداخلية.
- الندم يكشف من نريد أن نكون: ليس مجرد أفعال لم نقم بها، بل صورة الإنسان الذي كنا نطمح أن نصبحه ولم نجرؤ على تجربته.
- الندم يأتي من التقاعس لا الفشل: نادرا ما يقول الناس “أندم أنني حاولت”، بل غالبا يندمون على ما لم يجرّبوه أبدًا بسبب الخوف أو التردد.
كيف تبدأ بمراجعة الندم؟
- اكتب إجابتك بصدق: ما الأمر الذي ستندم على تركه دون إنجاز؟ قد يكون مشروعًا، رحلة، علاقة، أو حتى كلمة لم تُقل.
- حوّله إلى هدف: اجعل هذا “الندم المحتمل” بوصلة تحدد ما يجب أن تبدأ فيه الآن.
- ابدأ بخطوات صغيرة: لست مضطرا لتغيير حياتك كلها في يوم واحد. المهم أن تبدأ بالتحرك في الاتجاه الصحيح.
- ضع خطة للاستمرارية: تذكّر أن التغيير يحتاج إلى التزام، لا مجرد وميض من الحماسة.
الدرس الأهم
مراجعة الندم ليست تمرينا عاطفيا فقط، بل خريطة عمل تساعدك على تقليل احتمالية الوصول إلى نهاية العمر محمّلًا بأحلام لم تعشها. إنها أداة بسيطة تمنحك شجاعة لمواجهة ما تؤجّله، وتذكير بأن الفرصة الوحيدة للعيش هي الآن.
بدلًا من انتظار لحظة النهاية لتكتشف ما فاتك، اسأل نفسك اليوم: ما الذي سأندم على عدم فعله؟ ثم تحرّك نحوه. مراجعة الندم ليست نهاية، بل بداية جديدة تعطي حياتك مزيدا من المعنى.