في التاسع من حزيران من عام 2025، تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، على العرش، مستذكرة بكل فخر واعتزاز ما يزيد عن ربع قرن من القيادة الحكيمة والرؤية الثاقبة، التي شكلت نبراسا لمسيرة وطنية اتسمت بالعزم، والإنجاز، والبناء المتواصل.
فمنذ تسلمه سلطاته الدستورية في عام 1999، قاد جلالة الملك الأردن بثبات واقتدار نحو مرحلة جديدة من التحديث والإصلاح والتمكين. وقد أولى جلالته المواطن الأردني مكانة محورية في مشروعه النهضوي، فكان الاستثمار في التعليم، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد الوطني، ودعم الشباب والمرأة من أبرز أولويات العهد.
وبحكمة القائد وفراسة الهاشميين، واصل جلالة الملك مسيرة والده المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في ترسيخ دعائم الدولة الأردنية، وتعزيز الأمن والاستقرار وسط محيط إقليمي متقلب.
وتميزت مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني في الساحة الدولية بالثبات والحكمة والبصيرة، فقد كان دائما صوتا للحقيقة والعدل، ومدافعا صلبا عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ويعد جلالته من القادة العرب القلائل الذين يحظون باحترام دولي واسع، حيث وصفه العديد من الزعماء والمفكرين بأنه “صوت العقل” و”حارس السلام” و”الزعيم العربي المعتدل الذي لا يساوم على المبادئ”، وقد قال عنه الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان: “الملك عبد الله الثاني يمثل صوت الاعتدال والحكمة في منطقة تموج بالتحديات، وهو قائد استثنائي يحمل على عاتقه هموم أمته وشعبه.”
ويتصف جلالة الملك عبد الله الثاني بسمات قيادية وإنسانية فريدة، فهو القائد العسكري الميداني، والإنساني القريب من شعبه، والحاكم الذي ينزل إلى الميدان ليقف على احتياجات المواطنين، ويحرص جلالته على التواصل الدائم مع جميع فئات الشعب الأردني، في المدن والقرى والمخيمات، حاملا رسالة مفادها أن الوطن لا يبنى إلا بالتكافل والتشاركية، ولطالما كان يقول: “المواطن الأردني هو ثروتنا الحقيقية، وأساس التنمية والنهضة، ولن ندخر جهدا في دعمه وتمكينه.”
كما يجسد جلالته النموذج الأرقى في التواضع والبساطة والقرب من أبناء شعبه، وهو ما جعل العلاقة بينه وبين الأردنيين علاقة فريدة تقوم على الحب والولاء والانتماء.
وعلى مدار ستة وعشرين عاما، تمكن الأردن من تحقيق إنجازات كبيرة رغم ما واجهه من تحديات وصعوبات. “من بينها: تحديث المنظومة السياسية عبر قوانين انتخاب وأحزاب متطورة تعزز المشاركة، وتمكين الشباب وريادة الأعمال كدعائم أساسية في رؤية التحديث الاقتصادي، وتحسين البنية التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والنقل، وكذلك تطوير العلاقات الخارجية وفتح آفاق التعاون الدولي في شتى المجالات، بالإضافة الى تعزيز منظومة الأمن والدفاع، مما جعل الأردن واحة أمن واستقرار.
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، نرفع الى المقام السامي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، ، أسمى آيات التهنئة والتبريك ، سائلين المولى عز وجل أن يديم على جلالته موفور الصحة والعافية، وأن يحفظ الأردن قلعة شامخة بقيادته الهاشمية المظفرة. وندعو الله أن يبقى جلالته خير قائد، وأن تظل الراية الهاشمية خفاقة بالعز والكرامة، وأن يستمر الأردن بقيادته الرشيدة في التقدم والازدهار.