العموم نيوز: ألقت السلطات البريطانية القبض على بول غرين، زعيم واحدة من أكبر عصابات تهريب المخدرات في المملكة المتحدة، بعد اكتشاف تورطه في تهريب مخدرات تقدر قيمتها بنحو 7 مليارات جنيه إسترليني عبر أوروبا باستخدام صناديق الخضروات كغطاء.
ووفقاً لتقرير صحيفة “The Sun”، استمرت عمليات التهريب لمدة عامين ونصف، حيث كانت العصابة تنقل كميات هائلة من الهيروين والكوكايين والحشيش عبر شاحنات محملة بصناديق خضروات، وذلك بهدف تمويه الجمارك. كان غرين، الذي يُعد من أبرز أفراد الشبكة الإجرامية، معروفاً بمهاراته العالية في التخطيط والتنظيم، مما مكنه من البقاء بعيداً عن الأنظار لفترة طويلة. وقد ساعده في ذلك شركاؤه، ستيفن مارتن ومحمد أوفيز، اللذان استغلا خلفيتهما الأكاديمية في الحوسبة لتسهيل عمليات الاحتيال وتجنب التحقيقات.
كانت المخدرات مخزنة في هولندا وإسبانيا، حيث كانت تُمنح رموز عملاء لتبدو كمنتجات قانونية، ثم تُخبأ داخل صناديق الفواكه والخضروات، باستخدام البصل والثوم لتغطية الرائحة النفاذة للمخدرات، مما يسهل مرورها عبر الجمارك. وبعد ذلك، كانت المخدرات تُنقل عبر الحدود إلى مستودعات في مدن بريطانية متعددة مثل بولتون، ويغان، ليدز، شيفيلد، وبريستون. ورغم أن السلطات داهمت هذه المستودعات في عامي 2016 و2018، فإن القاضي وصف تلك العمليات بأنها “قمة جبل الجليد”.
استخدمت العصابة أساليب احتيالية متقدمة، مثل سرقة هويات أشخاص أبرياء لتغطية عمليات التهريب. ومع مرور الوقت، تمكنت الشرطة من جمع الأدلة اللازمة، بما في ذلك سجلات الهواتف والوثائق التجارية، مما ساعدها في التعاون مع الشرطة الهولندية ووكالة الجريمة الوطنية.
في النهاية، أسفرت جهود فرق الشرطة عن اعتقال غرين وشركائه، بما في ذلك ستيفن مارتن، الذي كان يدير الجوانب المالية للعصابة. وفي مداهمات عام 2019، اعتقلت وكالة الجريمة الوطنية 13 شخصاً، ووصفت العملية بأنها “أكبر عملية تهريب مخدرات في المملكة المتحدة على الإطلاق”. بدأت محاكمة المتهمين في عام 2021، ولكن بسبب جائحة كوفيد-19، تم تأجيلها حتى يونيو 2022، واستمرت لما يقارب العامين. وفي النهاية، حكم على غرين بالسجن 32 عاماً، بينما حصل مارتن وأوفيز على أحكام بالسجن 28 و27 عاماً على التوالي.