العموم نيوز: دخل جهاز واجهة الدماغ والحاسوب (BCI) غير الجراحي، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والمطور من قبل شركة “كوغنيكسيون” الأمريكية الناشئة، مرحلة حاسمة من التجارب السريرية. سيشارك في هذه المرحلة 10 مرضى يعانون من التصلب الجانبي الضموري (ALS)، حيث سيتدربون على استخدام الجهاز الذي صُمم خصيصاً لمساعدتهم على تحسين تواصلهم مع عائلاتهم.
يُعد مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) مرضاً تنكسياً عصبيًا تدريجيًا يصيب الخلايا العصبية الحركية، ويؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة الإرادية مع تقدم المرض، مما يجعل التواصل بالكلام أو غيره شبه مستحيل. وقد تمكن عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ من التغلب على هذا المرض باستخدام مُركّب صوتي خاص من تصميم شركة إنتل، والذي حوّل حركة عضلات الخد ورمش العين إلى كلمات.
ولكن الآن، ومع التقدم الكبير في تكنولوجيا الحوسبة، أصبح بإمكان أي مريض مصاب بـ ALS استخدام جهاز متطور مثل جهاز “Axon R” لتوجيه انتباهه إلى شاشة الواقع المعزز عبر سماعة رأس لتمكينه من التواصل.
كيف يعمل جهاز Axon R؟
جهاز “Axon R” هو جهاز تفاعلي بين الدماغ والحاسوب (BCI) يتكون من سماعة رأس تحتوي على أقطاب كهربائية موضوعة على الفص القذالي في مؤخرة الجمجمة. باستخدام تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، يقوم الجهاز بمراقبة النشاط الدماغي وتسجيل الإشارة الدماغية التي تحدث استجابة لصور تومض على فترات منتظمة، وهي إشارة تُعرف باسم SSVEP.
ثم يستخدم الجهاز تقنية الواقع المعزز (AR) لعرض مجموعة من الأحرف أو الكلمات أو العبارات للمستخدم، ومن خلال إشارة الدماغ، يتم فك تشفير الاختيارات التي ينتبه إليها المريض. على عكس جهاز هوكينغ، لا يحتاج المستخدم إلى النظر مباشرة إلى الكلمة أو النص لاختياره، بل يكفي أن يُحفز الانتباه نحو الكلمة أو الخيار ليتم تحديده.
وبالإضافة إلى ذلك، يشتمل جهاز “Axon R” على نظام ذكاء اصطناعي مساعد يقوم بتسريع عملية التواصل عن طريق تقديم كلمات محتملة بسرعة أكبر، مما يحسن تجربة المريض ويساعده على التحدث أو الكتابة بسرعة قريبة من سرعة المحادثة الطبيعية.
الفوائد والتطبيقات
تهدف تجربة “Axon R” السريرية إلى تحسين تواصل المرضى مع مقدمي الرعاية وتسريع عملية الاختيارات التي تعتمد على الإشارات الدماغية (SSVEP)، وهو ما يمكن أن يساعد المرضى في اتخاذ قرارات بشأن رعايتهم أو نهاية حياتهم.
وعلى الرغم من أنه صُمم في الأصل لمساعدة مرضى التصلب الجانبي الضموري، إلا أن الجهاز يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لمرضى الشلل الدماغي، والتصلب اللويحي، والصرع، وأمراض عصبية أخرى تؤثر على قدرة المرضى على التواصل.
الميزة الكبيرة لهذا الجهاز تكمن في أنه غير جراحي، على عكس العديد من الأجهزة الأخرى مثل جهاز “نيورالينك” التابع لإيلون ماسك، مما يجعله خيارًا آمنًا ومتاحًا لعدد أكبر من المرضى.