سيبقى الرِّجال المخلصون الأوفياء لوطنهم وأبنائه أمثالكم يذكرون عبر التَّاريخ، وستظلُّ الأجيال مدينةً لهم لما قدَّموا لهذا الوطن في مختلف المجالات، فالأوطان لا تبنى ولا تأخذ حقَّها في التَّطوُّر والنُّموِّ إلَّا بوجود الرِّجال الأوفياء الَّذين يقدِّمون مصلحة الوطن على أنفسهم مهما كانت الظُّروف. تشرَّفت بمعرفة أبا زيد منذ ربع قرن عن قرب عندما كان يتولَّى حينها منصب مدير المكتب الفنِّيِّ في وزارة الخارجيَّة وشؤون المغتربين، حيث أنيط به وقتها مسؤوليَّة الإشراف على إعادة بناء وصيانة مبنى سفارتنا في لندن وكان من حسن حظِّي أن رافقت عطوفته في أداء بعض المهامِّ المتعلِّقة بالعمل برفقة معالي الأخ المهندس ماهر أبو السَّمن الَّذي كان وقتها مندوبًا لديوان المحاسبة والأخت الفاضلة حياةً من وزارة الخارجيَّة المكتب الفنِّيُّ والأخ العزيز على قلوبنا جميعًا المرحوم الوزير المفوَّض غيث ملحس، وللحقيقة لا بدَّ من القول وبعيدًا عن المجاملة والكلام المنمَّق أنَّ عطوفته كان بحقِّ خير من تولَّى الإشراف على مباني جميع سفاراتنا في الخارج، تاريخ مهنيّ حافل بالإنجازات يستحقُّ لأجله تكريم الدَّولة على ما ييتمتع به من رصيده كبير إضافة لرصيد غيره من أصحاب الخبرات العمليَّة الَّتي ستعود بالنَّفع والفائدة حتمًا على البلاد والعباد، حتى يكون حافزًا ومشجِّعًا للآخرين من أبناء هذا الوطن على بذل المزيد من الجهد والعرق والتَّفاني في العمل. هناك عدد كبير من أبناء هذا الوطن العزيز كانوا يستحقُّون التَّكريم في حياتهم ولكن للأسف لم يشعر بهم أحد ولم نعلم عنهم شيئًا إلَّا بعد مماتهم من خلال حفلات التَّكريم، وعقد ندوات التَّأبين لذكر محاسنهم وإنجازاتهم. ختامًا لا بدَّ لي من التَّذكير بضرورة تبنِّي نهج جديد من حيث ضرورة الالتفات لأصحاب الخبرات من رجال الوطن والاستفادة منهم في المواقع المتقدِّمة خدمةً للمصلحة العامَّة الَّتي نحرص جميعًا على نجاحها.
43
عطوفة الأخ والصديق المهندس فواز علي بشير .
ضابط الأمن المتقاعد ومدير المكتب الفني السابق في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.