العموم نيوز: في اكتشاف غريب ومثير على سطح كوكب المريخ، تمكنت مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة ناسا من رصد صخرة بنية صغيرة تحتوي على كتلة شبيهة بالكائنات الفضائية، تتكون من مئات الكرات التي يبلغ قطر كل واحدة منها حوالي مليمتراً واحداً. هذه الكتلة الغريبة، التي تشبه طبق العدس أو بيضة عنكبوت على ورقة شجر، أدهشت العلماء الذين لا يزالون غير متأكدين من طبيعتها الجيولوجية.
وفقًا للصور الحديثة التي التقطتها المركبة، فإن هذه الكرات تظهر وكأنها مفصولة عن الغبار الأحمر المألوف في المريخ، مما يجعلها تبدو غير متناسبة مع البيئة المحيطة بها. وعلى الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى تفسير قاطع لهذه الظاهرة، فإن هذه الصخور الغريبة قد تكون مرتبطة بالتاريخ البركاني الغني للكوكب، الذي يمتد على مدار 4.6 مليار سنة.
أليكس جونز، طالب الدكتوراه في قسم علوم الأرض في كلية إمبريال كوليدج لندن، وصف هذه الكتلة بأنها “غريبة” و”مذهلة”، مشيرًا إلى أن “فريق بيرسيفيرانس العلمي ذهل من اكتشاف صخرة تحتوي على مئات الكرات بحجم المليمتر”. وأضاف أنه سيكون من المهم جدًا وضع هذه المعالم في سياقها الجيولوجي لفهم أصلها وأهميتها في التاريخ الجيولوجي لموقع فوهة جيزيرو.
الكتلة تحتوي على كريات كروية الشكل تتراوح أقطارها بين 0.01 مم و4 مم، وبعضها أكثر استطالة بينما البعض الآخر له حواف زاوية، وربما تمثل شظايا كروية مكسورة. كما أن بعض الكرات تحتوي على ثقوب دقيقة، مما يزيد من تعقيد هذه الظاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاكتشاف ليس الأول من نوعه على المريخ، ففي عام 2004، رصدت مركبة “أوبورتيونيتي” كرات مشابهة في سهل ميريدياني بلانوم على المريخ، والتي تم تسميتها “توت المريخ الأزرق” بسبب تشابهها مع شكل التوت، وكانت هذه الكرات بقايا نيازك صغيرة تحطمت في الغلاف الجوي للمريخ.
هذا الاكتشاف يأتي في وقت حاسم، حيث تواصل ناسا دراسة تاريخ المريخ البركاني، الذي كان مليئًا بآلاف البراكين الضخمة التي شهدت ثورات بركانية هائلة، مما يوفر نظرة فريدة حول تطور هذا الكوكب الذي كان يوماً ما يحتوي على بيئة مائية وربما حياة.
