لندن : محمد الطّورة
عبد الرؤوف الروابدة: الخدمة العامة ليست مجرد واجب بل هي إسلوب حياة
الروابدة يرعى إشهار كتاب “حدثتني الشمس” للأديبة شريفة الشواورة
دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة هو أحد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية والثقافية في الأردن. عُرف بقدرته الرائعة على العطاء والتفاعل مع مجتمعه، حيث لا يزال حاضرًا في كافة المجالات رغم تقدم العمر. الكلمة الوحيدة التي لا توجد في قاموسه هي “التقاعد”.
منذ فترة وأنا أتابع من لندن بإهتمام كبير نشاطات دولة أبو عصام على الساحة الأردنية . حيث يظهر دولته في وسائل الإعلام المختلفة، متحدثاً بشفافيته المعهودة حول الشأن العام، مما يعكس توظيفه لوسائل الإعلام في طرح مواضيع مستدامة تمس حياة المواطن الأردني.
كما ويركز دولته في لقاءاته ومقابلاته على العلاقة الأردنية الفلسطينية التي نعتبر أحد القضايا الجدلية التي يتكرر طرحها من حين لآخر في النقاش العام. هذا الموضوع يتناوله دولة أبو عصام دائماً بشغف كبير ويحتل حيزاً مهماً من النقاشات، موضحاً دور التأثيرات السياسية والاجتماعية في تشكيل الهوية الوطنية الأردنية. دولته يُعتبر أحد الأصوات الهامة في هذا السياق، حيث يسعى لتوضيح هذه العلاقة بعيداً عن اللبس والجدل.
يؤكد دولة الروابدة دائماً أن الخدمة العامة ليست مجرد واجب، بل هي أسلوب حياة. لذا، يمضي في البذل والعطاء باستمرار، مؤمنًا أن التحديات التي قد يواجهها الأفراد في مراحلهم العمرية المتقدمة لا يجب أن تكون عائقًا، بل دافعًا للمزيد من الإبداع والإنتاج. إن رؤيته العميقة تعكس فهماً حقيقيًا لعواقب الاستسلام للزمن، حيث يمكن للإنسان أن يمضي قدمًا، مستفيدًا من تجربته الشخصية وإندماجة بالمجتمع لتقديم حلول مبتكرة ومؤثرة.
رغم أن العديد من الشخصيات العامة تصل إلى سن التقاعد، إلا أن دولة الروابدة يتجاوز ذلك بمستوى عطاءه اللامحدود. يشارك باستمرار في الفعاليات السياسية والثقافية، مؤكدًا على أهمية مشاركة الخبرات في بناء الوطن. يحرص على الدوام لنقل معرفته وخبراته للمجتمع، مما يجعله رمزًا للأجيال الشابة.
لا ينظر الروابدة إلى خبراته السياسية كميراث شخصي، بل كملك للمجتمع الأردني. يعبر عن اعتقاده بأن الثقافة والسياسة يجب أن تكون متاحة للجميع، وأن الأجيال الجديدة يجب أن تتعلم من تجارب الآخرين . من خلال مشاركته الفعالة، يُظهر دولته كيف أن الحكمة تتجاوز حدود الزمن، داعيًا الجميع للاستفادة من الماضي ومعاشية الحاضر والأستعداد للمستقبل