لندن: محمد الطّورة
لإن الغاية تبرر الوسيلة في كثير من الأحيان… يصبح من الضرورة البحث عن نسيب “واصل” لإختصار الوقت وسرعة الوصول للمناصب العليا في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
تُعرف علاقات النسب والقرابة بأنها الروابط الاجتماعية التي تربط الأفراد من خلال علاقة الدم أو الزواج. تلعب هذه العلاقات دورًا مهمًا في تشكيل الهياكل الاجتماعية داخل المجتمع، حيث تؤثر بشكل كبير على تفاعلات الأفراد وتوجهاتهم اليومية. من خلال علاقات النسب، يمكن أن تُحدد مواقع الأفراد في مختلف المجالات، بما في ذلك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تساهم هذه الروابط في تعزيز شبكة العلاقات الاجتماعية، مما يعزز من فرص الأفراد في الحصول على الدعم والموارد اللازمة. يمكن أن تؤثر علاقات القرابة على فرص العمل والتوظيف، حيث يصبح من الشائع أن يتم توظيف الأفراد بناءً على علاقات النسب والروابط العائلة . هذا النوع من العلاقات قد يؤدي إلى انعدام العدالة في بعض الحالات، حيث يُفضل الأفراد ذوو الصلة على الآخرين، مما يهدد مفاهيم الشفافية والمساواة.
علاوة على ذلك، يمكن لعلاقات النسب والقرابة أن تلعب دورًا في آليات صنع القرار. في بعض المجتمعات، قد يسعى الأفراد للوصول إلى المناصب العليا بفضل العلاقات التي تربطهم بشخصيات نافذة، وهو ما يُعرف بـ “المحسوبية”. يخلق ذلك ديناميكية مُعقدة في تحديد من يتسلم المناصب القيادية، إذ تُعتبر القرابة وسيلة لتأمين الفرص وفتح الأبواب أمام الأفراد، بينما يمكن أن يعيق بموازاة ذلك التطوير المهني للأشخاص الذين لا يتمتعون بهذه الشبكة من العلاقات.
لذا، من الأهمية بمكان أن يتم إعادة تقييم هذه الممارسات والتأكيد على أهمية الكفاءة كمحور رئيسي في منح الفرص، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وفاعلية. في النهاية، يتعين على المؤسسات اتخاذ خطوات جادة لتفجير الحواجز التي يفرضها نظام النسب، بما يعزز من نجاح الأفراد بغض النظر عن روابطهم الأسرية.
تشير الأبحاث والدراسات إلى أن العلاقات الأسرية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد فرص الأفراد للوصول إلى المناصب العليا. هذا التأثير ملموس في مجالات مختلفة مثل الحكومة، الأعمال، والقطاع العام. عادةً ما يتمتع الأفراد ذوو الخلفيات العائلية القوية بنفوذ أكبر وقدرة أفضل على التقدم في مسيرتهم المهنية.
في مجال الحكومة، يلاحظ أن الكثير من السياسيين البارزين لهم خلفيات عائلية غنية بالسياسة والنفوذ. هذه العلاقات لا تقتصر فقط على العلاقات الشخصية، بل تشمل أيضًا الشبكات الاجتماعية التي تسهل الوصول إلى المناصب. على سبيل المثال، في عدد من الدول، نرى عائلات معينة تتوارث المناصب الرفيعة عبر الأجيال، مما يبرز تأثير النسب في النظام السياسي.