Home صحةعلماء يكشفون عن أكبر مشروع مسح شامل للجسم لفهم الشيخوخة والأمراض

علماء يكشفون عن أكبر مشروع مسح شامل للجسم لفهم الشيخوخة والأمراض

by editor
20.1K views
A+A-
Reset

العموم نيوز: أكمل العلماء مؤخرًا أكبر مشروع مسح طبي شامل للجسم في العالم، شمل فحص 100 ألف متطوع من الرأس حتى القدم، في خطوة تاريخية تهدف إلى تعميق فهم الشيخوخة البشرية والكشف المبكر عن الأمراض.

واستغرق المشروع عشر سنوات كاملة، وأتاح للباحثين الوصول إلى أكثر من مليار صورة طبية منزوعة الهوية، تتضمن صورًا دقيقة لقلوب وأدمغة وبطون وأوعية دموية وعظام ومفاصل المتطوعين، إضافة إلى بياناتهم الوراثية، وتاريخهم الطبي، ومعلومات دقيقة عن أنماط حياتهم.

وقد استند المشروع إلى بيانات “بنك الصحة البريطاني” (UK Biobank)، الذي يتابع صحة نصف مليون شخص في بريطانيا. وأسهمت هذه الصور في تحقيق تقدم علمي ملحوظ، مثل فهم العلاقة بين صحة القلب والاضطرابات النفسية، إلى جانب إمكانية التنبؤ المبكر بعشرات الأمراض قبل ظهور أعراضها.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نايومي ألين، كبيرة العلماء في بنك الصحة البريطاني: “لقد فتح الباحثون نافذة غير مسبوقة إلى داخل جسم الإنسان، يمكنهم من خلالها دراسة الشيخوخة وتطور الأمراض بتفاصيل مذهلة وعلى نطاق واسع”، وأضافت: “نأمل أن تغيّر هذه النتائج مستقبل الكشف والعلاج، ليبدأ قبل أن يُصاب الإنسان بالمرض”.

وسجّل المشروع نحو 12 ألف صورة لكل متطوع، شملت معلومات دقيقة عن شكل وحجم أعضاء الجسم، وكثافة العظام، ونسبة الدهون، وفحوصات بالموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الشرايين في الرقبة، بهدف التنبؤ بخطر الإصابة بالسكتات الدماغية، بحسب صحيفة “الغارديان”.

وأشار البروفيسور بول ماثيوز، رئيس فريق التصوير في بنك الصحة البريطاني، إلى أن دقة الصور مكنت العلماء من ملاحظة تغيّرات بسيطة في حجم الدماغ لا تتعدى حجم ملعقة صغيرة، وهو ما يساعد في تقدير احتمالات الإصابة بالخرف. وأكد أن هذه التقنية قيد التجريب حاليًا في خدمات الصحة الوطنية البريطانية (NHS).

كما أظهرت تحليلات لصور الدماغ أن تناول الكحول، حتى بكميات معتدلة، يمكن أن يؤثر على حجمه وتركيبته، ويزيد خطر الإصابة بالخرف. وقال ماثيوز: “لا توجد فائدة عصبية من كأس نبيذ يوميًا… لا توجد كمية آمنة من الكحول”.

وفي جانب آخر، درست البروفسورة باتريشيا مونرو من جامعة كوين ماري الجينات المرتبطة بوظائف القلب، وتمكنت من تتبع أداء القلب عبر دوراته النبضية، وتحديد الجينات المسؤولة عن ضعف وظائفه كمضخة دموية.

كما بيّنت صور البطن وجود تفاوتات كبيرة في توزيع الدهون بين أشخاص لديهم نفس مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ما يدل على أن (BMI) لا يعكس بدقة خطر الإصابة بأمراض القلب، ويؤكد الحاجة إلى فحوص أكثر شمولًا.

ويواصل بنك الصحة البريطاني حاليًا إعادة تصوير 60 ألف متطوع، لمراقبة التغيرات الجسدية مع التقدم في السن. وقالت البروفسورة لويز توماس من جامعة وستمنستر إن “النتائج كانت صادمة”، موضحة أن “الدهون الحشوية الضارة ازدادت، والعضلات تحوّلت إلى أنسجة دهنية”، مضيفة: “كلما كبرنا، أصبحنا أكثر امتلاءً بالدهون”.

وأشارت توماس إلى أن المشروع يمهد الطريق لتحول جذري في الطب، خاصة داخل (NHS)، كاشفة أن أحد زملائها طور نظامًا آليًا لاكتشاف تمدد الأوعية الدموية لدى النساء، وهو أمر لم يكن يتم فحصه من قبل. وختمت بالقول: “نحن الآن قادرون على فعل أشياء لم يكن أحد يتخيلها… إنه إنجاز مذهل”.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00