Home أخبار منوعةغزة: ظروف إنسانية مأساوية وعجز اغلب المؤسسات الدولية

غزة: ظروف إنسانية مأساوية وعجز اغلب المؤسسات الدولية

by M T
66 views
A+A-
Reset

في قلب غزة، حيث تتحطم الأحلام على صخور الواقع القاسي، تُبصر العيون مشاهد لا تُنسى. الأطفال يفترشون الأرض الباردة، ويلتحفون سماءً تُسقط عليهم حممًا من قذائف الطائرات القاتلة. ترى الطفلة الجريحة في أركان المستشفى تنتظر أملًا يأتي من المجهول، بينما يقف الأطباء عاجزين، لا دواء يشفي ولا معدات تخفف الألم.

فيما يجمع أب شتات شمله وهو يستقبل أشلاء ابنته على دفعات من مستشفيين مختلفين، بعد أن وعدها بتوفير حذاء، وجنين قُتل في بطن أمه الشهيدة بعدما كانت ترسم لنفسها ولابنها أحلامًا لا تنتهي فور توقف الحرب، فخطف أرواحهم صاروخ غادر دون أن يمهلهم لتناول وجبة الإفطار! في هذه الأرض التي نُهبت أحلامها واغتيلت ابتسامات أطفالها، لا تجد إلا الصبر زادًا، والإيمان جدارًا يتكئ عليه الناس في مواجهة حصار لا ينفك يُحكم قبضته وحرب ضروس حوّلت حياة أهلها لجحيم.

غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تُحاصر من كل جانب، ويشترك في حصارها العربي المطبع المتحامل، والعدو الهمجي الصائل، تعيش تحت حصار لا يعرف الرحمة منذ 17 عامًا. كل شيء في هذه الأرض بات خاضعًا لقيود المحتل، من الماء إلى الدواء، من الغذاء إلى الكهرباء. 100% من سكانها الآن يعتمدون على المساعدات، وأكثر من 85% منهم يعيشون نازحين داخل وطنهم. هؤلاء النازحون يبحثون عن مأوى بين أطلال بيوتهم المدمرة، وفي مساحة أقل من 36% من مساحة القطاع، لكن الحصار يجعلهم يعيشون بلا مأوى حقيقي، بلا أمان ولا استقرار.

حصار جعل القطاع الصحي في غزة يعاني ويعجز عن تلبية احتياجات المرضى والمصابين. مستشفيات خارج الخدمة، والتي تعمل منها تعمل بربع طاقتها، دون طاقم مناسب ودون إمكانات متوفرة، بينما يتكدس المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية طارئة بلا أمل في علاج قريب. الأطباء، أولئك الجنود الذين يقاتلون من أجل الحياة، يقفون على حافة الانهيار؛ إذ لا يوجد سوى القليل من المعدات، ولا دواء يكفي حتى لجرح واحد. لقد تحولت المستشفيات إلى مسارح للألم، حيث يموت المرضى ببطء، وهم يعلمون أن الأمل بات سرابًا بعيدًا.

في قلب هذا الجحيم وأتون الحصار يقف العاملون في مجال الإغاثة كرموز للإنسانية التي لا تنكسر. أكثر من 150 من هؤلاء الأبطال فقدوا حياتهم، وهم يحاولون إيصال الغذاء والماء للنازحين والمحتاجين، وبناء المأوى للمشردين، وإعادة ترميم المستشفيات وحفر الآبار. قُتلوا تحت القصف، وهم يحملون على أكتافهم رسالة واحدة: “إنقاذ الأرواح”. قدموا خدمة مجتمعهم والفئات الضعيفة والمهمشة على حياتهم، غير آبهين بآلة البطش والقتل من قبل الاحتلال، وغير مكترثين بماكينة التشويه والتشهير من أذناب الاحتلال.

You may also like

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00