العموم نيوز:
من قلب العلا، حيث يمتزج جمال الطبيعة مع عبق التاريخ، تبرز النحاتة رحاب هاشم عويضة كواحدة من أبرز الفنانات المبدعات في مجال النحت، بشغف عميق للفنون المتنوعة، تسعى رحاب إلى استكشاف إمكانيات جديدة من خلال دمج الكيمياء مع فنون النحت، مما يتيح لها ابتكار قطع فنية تعكس تراث وثقافة المنطقة، انطلاقًا من إيمانها بأهمية الاستدامة. تركز رحاب على استخدام الألوان الطبيعية المستخرجة من الأحجار والنباتات، مما يعكس التزامها بالبيئة ويثري تجربتها الفنية.
تتحدث رحاب لـ”العربية.نت” عن عملية استخراج الألوان من الأحجار، موضحة أن هذه الألوان تتأثر بالضغط والحرارة، مما ينتج عنه تنوع حيث تبدأ بطحن الأحجار ونخل المسحوق، ثم غسل المسحوق بالماء للحصول على محلول ملون، بعد ذلك، تتركه لفترة ليتم فصل اللون عن الماء، ثم يجف ليصبح لونًا مائيًا يُستخدم في تقنيتين: محلول الصمغ العربي ومحلول صفار البيض.
التعلم المستمر
وتؤكد رحاب أهمية التعلم المستمر، حيث تعمل على طحن الأحجار بدقة وإجراء تجارب لثبات اللون، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة توفير بيئة جيدة التهوية أثناء عملية الطحن لتقليل الغبار الناتج.
وتشير رحاب إلى أن استخدام الألوان الطبيعية له تأثير إيجابي على البيئة، حيث يقلل من التلوث الناتج عن المواد الكيميائية، فهي ترى أن الألوان الطبيعية، سواء كانت من الأحجار أو النباتات، تعتبر مواد عضوية أكثر أمانًا من الألوان الصناعية، وتؤمن بأن الاستدامة تأتي من خلال تعليم الآخرين كيفية صناعة الألوان الطبيعية من خلال ورش العمل.
مصادر الإلهام
وتستمد رحاب إلهامها من طبيعة وثقافة العلا، حيث تعكس أعمالها الفنية تقديرًا لجمال البيئة، كما تضيف أن استخدام الألوان الطبيعية يثير الإعجاب والتقدير لدى الجمهور، ويعزز الوعي البيئي حول كيفية تحويل الطبيعة إلى قطع فنية.
وتوضح أنها تسعى إلى تنظيم ورش عمل تجمع بين النحت والألوان الطبيعية، معتبرة أن التجريب والابتكار هما مفتاحا تطوير الفن، وتؤكد على أهمية منح الفنانين فرصة للتعلم من بعضهم بعضا، واستلهام الأفكار من الأعمال الفنية المختلفة.
الوعي البيئي
وتؤكد رحاب هاشم عويضة، على رؤيتها الفنية الفريدة التي تسهم في تعزيز الوعي البيئي وتفتيح آفاق جديدة لفن النحت من خلال استخدام المواد الطبيعية، مما يجعل أعمالها تعبر عن روح العلا وجمالها الفريد.