10
لندن: محمد الطّورة
الحكمة والاتزان في السياسة في مقولة الدكتور جعفر حسان
أظهرت مقولة دولة الدكتور جعفر حسان أهمية الحكمة والاتزان في ميدان السياسة، حيث تتناول مشكلات معقدة تتطلب مقاربة متوازنة وعميقة. هذه العبارة ليست مجرد كلمات، بل تعكس فلسفة متكاملة في كيفية تناول الأزمات والتحديات التي قد تواجه الأفراد والمجتمعات. إن الخطاب السياسي الذي يغفل عنصر الحكمة ينطوي على مخاطر جسيمة، مثل تفاقم النزاعات وزيادة التوترات، مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية على المستوى الاجتماعي والسياسي.
تعتبر البطولات السياسية والدبلوماسية جزءاً أساسياً من تاريخ الشعوب، حيث تلعب دوراً حيوياً في تشكيل المسارات التي تسلكها الدول. على الرغم من أن البطولات العسكرية غالباً ما تحتل مركز الصدارة في السرد التاريخي، إلا أن البطولات السياسية والدبلوماسية لها تأثير عميق ومتواصل في استقرار الدول وتجنب النزاعات. إن هذه الأصناف من البطولات ليست مجرد ممارسات سلطوية، بل تعكس الحكمة والفطنة في إدارة العلاقات بين الدول.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه العبارة تبرز دور العقلانية في اتخاذ القرارات السياسية، حيث أن الهدوء والتوازن يمكنان القادة من تقييم المواقف بشكل موضوعي، بعيدًا عن الانفعالات العاطفية. إن استخدام الحكمة في السياسة يتطلب القدرة على تحليل المعطيات المتاحة، وفهم الديناميكيات المتشابكة بين القوى الاجتماعية والسياسية. إن الاعتراف بأهمية هذه العناصر يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر فاعلية وتأثيرًا، مما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
تتجلى تأثيرات هذه العبارة في الخطاب السياسي الأردني من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة. فبدلاً من تبني سياسات استبدادية أو عدائية، تشجع الحكمة على بناء فضاءات للنقاش المفتوح، حيث يمكن لكل طرف التعبير عن قلقه ومخاوفه. وبالتالي، تسهم هذه النظرة المتزنة في تهدئة الأوضاع المتوترة وتعزيز استقرار النظام السياسي. لذا، يمكن القول إن عبارة الدكتور جعفر حسان تمثل نقطة تحول في كيفية فهمنا لمبادئ الحكمة والاتزان في المجال السياسي.
في إعتقادي أن الحكمة والدبلوماسية هي من أهم العناصر الأساسية التي يجب على القادة السياسيين التحلي بها لتحقيق نجاحاتهم في الساحة الدولية. فالحكمة تعكس القدرة على اتخاذ القرارات المدروسة بخبرة ووعي، في حين أن الدبلوماسية لها الدور في التعامل مع الأوضاع السياسية المعقدة والمواقف الحساسة. في هذا السياق، يشير الدكتور جعفر حسان في مقولته إلى أهمية التوازن بين الحكمة في التفكير والقدرة على ممارسة الدبلوماسية الفعالة.
تكتسب الحكمة في المجال السياسي أهميتها من التجارب السابقة، حيث تكون المشكلات المتعلقة بالسياسة غالبًا متشابكة ومعقدة، مما يتطلب فهماً عميقاً للسياقات المحلية والدولية. القادة الذين يفتقرون إلى الخبرة قد يتخذون قرارات غير مدروسة تؤدي إلى عواقب وخيمة، لذا تعتبر التجربة ركيزة أساسية في عملية اتخاذ القرار السياسي. ومن خلال التجربة، يكتسب القادة القدرة على التفاعل مع الأزمات بطرق تتسم بالمرونة والذكاء.
إضافةً إلى ذلك، يتطلب العمل الدبلوماسي في السياسة اتزاناً دقيقاً، حيث يجب على القادة الوصول إلى تسويات ترضي جميع الأطراف المعنية دون الإضرار بمصالح بلادهم. فالعلاقات الدولية تعتمد بصورة كبيرة على القدرة على بناء الثقة والفهم المتبادل، مما يعزز من فرص التعاون والتفاوض. من هنا، تعكس مقولة الدكتور حسان القيم السياسية التي يجب أن تتمتع بها القيادة، مثل الإنصاف والاستعداد للحوار مع الداخل والخارج ما يضمن قدرة القادة على الحكم بحكمة وتحقيق الأهداف المنشودة دون افتقار للمبادئ والقيم الانسانية. هذه العناصر مجتمعة تمثل أسسًا متينة لأي سياسة ناجحة.