Home اختيارات رئيس التحريرقرار الحرب الدائمة

قرار الحرب الدائمة

جميل النمري

by editor
18.5K views
A+A-
Reset

نتنياهو لا يريد انهاء الحرب ويبصق في وجه العرب والعالم. والمجلس الوزاري المصغر يوافق على اعادة احتلال كل القطاع والمرحلة الأولى مدينة غزة.

القرار لا يعني شيئا في الميدان غير الاستمرار بما يقوم به الآحتلال أصلا من قتل وحصاروتجويع، فقوات الاحتلال موجودة على جميع المحاور وتتوغل كل يوم في كل منطقة في القطاع وتضغط بأكثر الطرق وحشية واجراما على المفاوضات وتقتل يوميا بمعدل مائة رجل وطفل وإمرأة بينهم العشرات من طالبي المساعدات على الحواجزدون اي مبرر عسكري.

تقدير حماس ان القرارات الجديدة هي مناورة أو تكتيك للضغط على المفاوضات قد يحجب الحقيقة الأبعد وهي ان القيادة الفاشية العنصرية للاحتلال لا تريد في الحقيقة نجاح المفاوضات لأنها تعني بكل الأحول وقف الحرب دون اقفال المشهد على صورة النصر الكامل وهو هدف غير قابل للتحقيق.

وعليه جاء الاعلان الصريح عن الأهداف الجديدة رغم اعتراض القيادة العسكرية التي لا تجد جديدا تفعله في القطاع غير خدمة الأهداف السياسية الخاصة لنتنياهو من جهة وسموتريش وبن غافير من جهة اخرى.

حجم الدمار والاجرام الذي استمر في القطاع يوثق لحظة بلحظة بالصوت والصورة على مدار عامين ونصف ما كان ليستمر تحت نظر الجميع لو كان يجري في اي مكان آخر بالعالم. وقد بقيت الحكومات تشاغل الرأي العام وتلتف على واجب التدخل الفعلي لوقف حرب الابادة بالضغط الخفيف من اجل نجاح المفاوضات. والان ها هي قيادة الاحتلال تدير الظهر للتسوية وتعلن نيتها احتلال كل القطاع وتهجير السكان ومحاصرتهم في مراكز تجميع تمهيدا لتهجيرهم خارج القطاع. من في العالم غير قيادة الكيان الصهيوني يجروء على اعلان خطة كهذه؟!

ما كان نتنياهو يصل الى هذا القرار لولا اختباره ردود فعل العرب والعالم على كل الفظائع التي ارتكبها جيشه على مدار الفترة الماضية.

ان شهادة واحدة مثل شهادة العسكري المتقاعد الأمريكي على حواجز توزيع المساعدات عن الطفل الفلسطيني كان تكفي ليقشعر بدن الانسانية وتهب مرة واحدة لمعاقبة المجرم لكن ذلك لم يحدث رغم ردود الفعل الساخطة في اوساط الرأي العام.

لكن لنعد الى العرب ونتأمل في معنى القرار الجديد؟! انه يعني مسيرة لا تنتهي من الفظائع وانعدام افق الحلّ والخريب على السلام والاستقرار والتنمية والازدهار وامام هذا المستقبل المظلم الذي تصر عليه قيادة الاحتلال فإين المبرر للتردد والتخاذل عن ردود فعل فورية بمقاطعة شاملة وتعبئة العالم الاسلامي وكل الأصدقاء في العالم لفرض المقاطعة والعقوبات؟

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00