Home أخبار الأردنقصة نجاح ملهمة لطالبين كفيفين من أوائل التوجيهي في الاردن

قصة نجاح ملهمة لطالبين كفيفين من أوائل التوجيهي في الاردن

by editor
21.5K views
A+A-
Reset

العموم نيوز: في إنجاز وطني وإنساني ملهم، حقق الطالبان علاء مساعدة ومنتصر الطعاني من ثانوية المدرسة الأسقفية العربية في إربد نتائج استثنائية في امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي 2025″، رغم التحديات الصحية والإعاقة البصرية التي رافقتهما منذ الطفولة.

فقد علاء مساعدة بصره في سن مبكرة نتيجة خضوعه لعمليتين جراحيتين معقدتين في عمر ثلاث وأربع سنوات، تلتها تحديات صحية صعبة خلال مراحل دراسته. ومع ذلك، واصل مسيرته التعليمية بعزيمة لا تلين، محققًا معدل 93.80%، ليكون الأول على الفرع الأدبي في مدرسته.

وقال علاء: “ظروفي الصحية كانت قاسية، لكني آمنت أن المرض لا يجب أن يوقف الطموح، بل يجب أن يكون دافعًا للاستمرار. أطمح لدراسة اللغة الإنجليزية التطبيقية، لأني أؤمن أن الإعاقة لا تعني العزلة، بل الانفتاح على العالم.”

أما زميله منتصر الطعاني، الذي فقد بصره في عمر الحادية عشرة بسبب تلف في العصب البصري، فقد أصر على متابعة حلمه، محققًا معدل 93.35%، ليحل في المرتبة الثانية على مستوى الفرع الأدبي في المدرسة.

وقال منتصر: “فقداني للبصر لم يكن نهاية، بل بداية جديدة لاكتشاف قوة البصيرة. اخترت دراسة الفقه وأصول الدين، لما فيها من رسالة إنسانية وروحية.”

المدرسة الأسقفية العربية في إربد، التي احتضنت الطالبين منذ الصغر، أعربت عن فخرها بالإنجاز، مؤكدة التزامها بتوفير بيئة تعليمية دامجة وآمنة لذوي الإعاقة.

وقال رئيس المدرسة، القسيس سمير اسعّيد: “علاء ومنتصر هما أكثر من طالبين متفوقين، إنهما قصة أمل حقيقية تعكس قوة الإرادة وتكامل الأسرة والمدرسة والمجتمع.”

من جانبها، قالت مديرة المدرسة صباح زريقات: “هذا التفوق يجسّد جوهر التعليم الشامل الذي نؤمن به، ويؤكد أن دعم الطلبة ذوي الإعاقة ليس مجرد واجب تربوي، بل مسؤولية وطنية وإنسانية.”

عائلتا الطالبين عبّرتا عن اعتزازهما الكبير، مشيرتين إلى أن الطريق نحو النجاح كان مليئًا بالصعوبات، لكن الدعم النفسي والعاطفي والتعليمي لم ينقطع.

قال والد علاء: “كان يدرس لساعات طويلة دون كلل، رغم المرض. اليوم أثبت أن الإعاقة لا تُعيق بل تصنع المستحيل.”

وأضافت والدة منتصر: “كان دائمًا يقول: سأكون من الأوائل… وها هو اليوم يفي بوعده.”

أكّد الطالبان أن تفوقهما يعود إلى الدعم الأسري والمدرسي والبيئة التعليمية المحفزة، حيث قال علاء:

“كنت أردد دائمًا: سأكون في القمة، ليس لأني أرى، بل لأني أؤمن.”

أما منتصر، فعبّر عن امتنانه قائلًا: “حين يُحرَم الإنسان من البصر، يحتاج إلى من يمنحه بصيرة… وهذا ما فعلته أسرتي ومعلموني.”

هذا الإنجاز الإنساني والتربوي يسلّط الضوء على أهمية دمج ذوي الإعاقة في العملية التعليمية، ويوجّه رسالة واضحة مفادها أن التحديات يمكن تجاوزها بالإيمان والعزيمة والدعم المناسب.

علاء ومنتصر ليسا مجرد أسماء في قائمة المتفوقين، بل هما عنوان لقصة نجاح ملهمة في نتائج التوجيهي 2025، تستحق أن تُروى وتُحتذى.

 

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00