لا تخلو فترة زمنية من توقعات ونبوءات من البعض بان الاردن مقبل على حالة من القلق، ومنها المرحلة الحالية حيث يخرج البعض بغض النظر عن اللغة المستعملة عربية او اجنبية ليتحدثوا عن مراحل صعبة على الاردن، وربما يكون كثير من هذه التنبؤات جزءاً من التحضير لبعض الامور.
قصتنا في الاردن مع العبث جزء من الثمن الذي ندفعه نتيجة الجغرافيا التي نعيش فيها، ونأخذ حصتنا من المؤامرات ومحاولات المس بأمننا بل ببقاء الدولة من طبيعة هذا الإقليم وخارطة الاشرار وبائعي الأوهام وتجار شعارات العروبة والاسلام.
لكن العبرة دائما ليست في وجود الحاقدين او غير المؤمنين بهذا البلد او الساعين للتآمر عليه من الداخل والخارج، بل في مناعة الاردن وقدرته على التعامل مع كل انواع الشر والخذلان والارتزاق السياسي الذي يمارسه الكارهون للاردن وقيادته وللاردنيين، ولهذا صمدت الدولة الاردنية واستمرت بثبات وتجاوزت كل انواع القذارة السياسية من الاعداء والاصدقاء وصغار المتآمرين قبل كبارهم، وذهب هؤلاء وبقي الاردن حاضرا قويا ومستمرا.
سنبقى نشاهد نبوءات البعض حول القلق في الاردن والتي تعبر عن رسائل احيانا او امنيات ورغبات للبعض، ولن يتوقف سيل العدوانية تجاه الاردن لكن الحقيقة الكبرى ان هذا البلد بنى في نفسه مناعة وطنية وسياسية ومؤسسات ووعياً وقيادة مختلفة جعلت الاردن مستمرا في مراحل لم تصمد فيه دول تملك مقدرات وثروات وجيوشاً لكنها لم تملك الحكمة والمناعة ووعي الاردنيين.