Home اختيارات رئيس التحريرقول حسّان .. خارطة سياسية للمرحلة

قول حسّان .. خارطة سياسية للمرحلة

نيفين عبد الهادي

by editor
15.7K views
A+A-
Reset

ليس كلاما، وليست مجرد كلمات عابرة لسطور مقال، إنما موقف واضح عميق، جريء هام في زمن التوت به الأعناق، هو قول رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان تجاه الانتهاكات والخطط الإسرائيلية وحروبها وطروحاتها ومزاعمها، والتي كان آخرها الحديث عن إسرائيل الكبرى ،هذا المشروع المزعوم، قول الرئيس الذي وضع الحقيقة كاملة تحت مجهر الاهتمام والوضوح، والمكاشفة، إسرائيل اليوم تعيش وهما وهي تدرك جيدا أنها معزولة ، محاربة ومحاصرة في المنطقة والعالم.

في مثل الظروف التي تعيشها المنطقة، والعالم، لم تعد بلاغة القول وهي حتما وفيرة جدا وبكافة اللغات، لكنها لم تعد مطلوبة، وبواقعية أكثر لم تعد أسلوبا مرحبا به في التعامل مع واقع الحال، لكن عندما تكون الكلمة موقفا، وتحمل جرأة الوصف ودقة الحقيقة، حتما تصبح حاجة وضرورة، وسط غياب الحسم الواضح، والواقعي، وما تحدث به أمس رئيس الوزراء بقوله «إن الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحاربة المحاصرة في المنطقة والعالم؛ بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها»، هو موقف واضح يحمل رسالة عميقة، تؤكد عزلة إسرائيل وأنها منبوذة عربيا وعالميا، وأسقطت نفسها في وحل وهم لا ملامح له سوى في مخيلة ساستها المتطرفين.

رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أمس وخلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية الدكتور نواف سلام، قدّم الحقيقة كاملة بوضوح وبمجاهرة القول والموقف، وبحسم جريء أن ما تقوم به إسرائيل هو سعي لاستدامة الحرب، وتعميق الكراهية والحقد، فإسرائيل لم تتقدم بخطوة نحو تحقيق السلام، بل على العكس تمضي في سعي لا يتوقف لمزيد من الحروب والمجازر والمجاعات، حيث قال الدكتور حسان «نسمع عن رؤى وطروحات مغزاها هو استدامة الحرب بلا نهاية مثل الأوهام عن إسرائيل الكبرى لدى الساسة المتطرفين في إسرائيل، وأكد «الواقع كله يشير إلى سياسات تعمق الكراهية والحقد نتيجة الاستمرار بالمجازر»، هذا هو الواقع بحرفيّة التفاصيل، ووضوح الحقيقة، وضعها رئيس الوزراء بقول واحد إسرائيل تدفع باتجاه مزيد من الحرب والمجازر، تضعها أمام مسؤولية أن «لن تغفر لها شعوب العالم والمنطقة».

موقف أردني قوي، وضعه رئيس الوزراء تحت مجهر الاهتمام وأمام العالم، إسرائيل التي تعيش عزلة عربية وعالمية، ما تزال تدفع باتجاه التصعيد ومزيد من الحرب والمجازر، فأن تتحدث عن أوهامها بإسرائيل الكبرى وسط ما يدور من أحداث وحرب، هو الدفع باتجاه حقد وكراهية وتصعيد ومزيد من الحروب والمجازر وعدم الاستقرار، هو مزيد من التصعيد في المنطقة، تحدث عنه رئيس الوزراء بحزم الموقف وردة الفعل والرفض والتأكيد على أن إسرائيل لا تريد سلاما بل تريد حربا، ومزيدا من الحقد والكراهية.

وفي رؤية هامة، قال رئيس الوزراء أننا أمام مشروعين، «الأول نسعى إليه مبني على أساس بسط سيادة الدول وتثبيت الاستقرار وتمكين الشعوب من العمل باتجاه الازدهار والمنعة، والثاني يبحث عن استدامة وتوسعة وتعميق الصراعات واستدامة الحروب التي تعمق الكراهية»، نعم هي خارطة سياسية للمرحلة فهما خياران لا ثالث لهما، إمّا السلام والاستقرار، أو توسيع الصراعات واستدامة الحروب، فلا ترف لخيارات أخرى، ولا مساحة لتشخيص يقود لحال آخر، فإما السلام أو الحرب، وضوح بغياب لأي ضبابية، أو جدليات، ولا مجال لمساحة الوسط فلا وسط بين المشروعين، حتى الصمت ليس لغة للحكماء فيما نعيش، فلا بد من حسم الواقع لجهة واحدة بين المشروعين، بوصف دقيق وهام جدا قاله رئيس الوزراء.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00