أما و قد رضخ الرئيس ترامب للمواقف الشجاعة للاردن بقيادة سيد البلاد و الذي وقف كالطود الشامخ خلف لاءاته الثلاث و التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية او الوطن البديل او تغيير وضع المقدسات فأصبح واضحا للقاصي و الداني حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى في التعامل مع واحدة من أخطر الازمات التي تمر بها الامة. طبعا لا ننقص ايضا من الدعم من عمقنا العربي و لكننا معنيون بامن و استقرار بلدنا التي قاد عميد الاسرة الهاشمية سفينتها في اقتدار و جنب الاردن و فلسطين تبعات خطة التهجير و الوطن البديل.
للأسف فإن اصوات كثيرة اختفت خلال تلك الازمة كنا نتوقع ان تكون عونا لبلدها و قيادتها و تحليلي و أتمنى أن يكون تحليلي خاطئا فإن بعضهم قد توهم ان هنالك تغييرا او تأثيرا قادما بحيث يكون للأمريكان اليد الطولى في المناصب و المصالح داخل الاردن و أراد بعضهم ان يمسك العصا من المنتصف حتى لا يظهر بأنه ضد السياسة الامريكية في المنطقة. أقولها مرة أخرى أتمنى أن يكون تحليلي خاطئاً و لكن إن كان صحيحا فإن هؤلاء قد تناسوا الازمات التي مرت بها الأردن سابقا و التي أثبتت أن الاردنيين في الازمات خلف قيادتهم الهاشمية لا بل أن الاردنيين يريدون ان يكونوا امام الهاشميين درعا يتلقى الصدمة الاولى دفاعا عن وطنه و قيادته.
سيعود هؤلاء الصامتون الآن بعد أن أعلن الرئيس ترامب ان ما طرحه سيحوله الى توصية غير ملزمة بعدما تفاجأ بالموقف الاردني و المصري و سنسمع اصواتهم و نقرأ منشوراتهم و سيقيمون الفعاليات من جديد و لكن هل نغفر لهم نحن الاردنيين صمتهم و غيابهم عندما حدثت الهجمة على الاردن و قيادته و التي واضح انها ممنهجة بدليل تحريف ترجمة أقوال سيد البلاد التي اعترفت بها رويترز تحت بند الخطأ في الترجمة و التي كان واضحا انها ليست خطأ و الهجمة الاعلامية ممنهجة.
لا بد أن أوكد هنا أن الاردنيين من شتى اصولهم و منابتهم قد اثبتوا انهم مع وطنهم و خلف قيادتهم الهاشمية و التي دأبت على تعزيز الوحدة الوطنية منذ نشأة الاردن و مرورا بكل المحطات في تاريخه.
الذين تغيبوا و كنا ننظرهم هم بعض من مسؤولين سابقين و نخب فكرية و اكاديمية و سياسية و تيارات و احزاب و ما زلت اتمنى ان يكون تحليلي السابق خاطئا لكنني مقتنع ان الوطن و قيادته تعطي لسنوات طويلة لابنائها و قد تحتاجهم في موقف مرة واحدة و هو موقف عز و كرامة بأن يرفعوا صوتهم لدعم و تأييد موقف شجاع و حكيم لسيد البلاد و سمو ولي عهده الامين يحفظ الاردن و يحفظ المقدسات و يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
الايام القليلة الماضية أثبتت أن الاردن ثابت كجبال الشراة و رم و أن الهاشميين هم العمود الفقري لهذا البلد و أن الجيش الاردني و المؤسسات الامنية و السياسية الاردنية سوار و سور منيع لسيادة الاردن و أن الشعب الاردن من مختلف الاصول و المنابت واع و صلب خلف قيادته الهاشمية و رهن اشارة عميد ال البيت جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى.