منذ ما يقرب من سنتين والمحتلون يقتلون ويدمرون ويدنسون ويعتقلون ويجوعون ويتبجحون ويتطاولون ويتحدون العالم كله: هيئة الأمم، مجلس الأمن، المحكمة الجنائية، الشعور الشعبي العالمي، الإعلام.
يتحدون أمة الإسلام وأمة العرب، يتحدون القمم العربية يتحدون المساجد والعلماء والصحوة الإسلامية.
يقتلون الصحفيين والإعلاميين فما هو المطلوب من الفلسطيني على وجه الخصوص؟
دمه يسيل، أبناؤه في السجون، بناته تستغيث، أطفاله يبكون، الجوع يحصدهم والمرض يفتك بهم. والمساعدات الشحيحة يخطفها اللصوص القتلة المجرمون بموافقة نتن النتن!
ماذا تريدون من الفلسطيني أن يفعل؟ يركع لهم؟ يرفع الراية البيضاء؟ يلقي سلاحه ليقتل وهو ذليل؟.
هؤلاء المحتلون لا مستقبل معهم ولا سلام معهم ولا لغة حوار معهم.
ها هم يهددون الأردن وسوريا ولبنان والعراق. السعودية ومصر، فهل عقد اجتماع طارئ لوزراء الدفاع العرب؟ هل ثمة اجتماع طارئ يتناسب مع التهديد؟ لا تلوموا الذبيح اذا صاح. توقفوا عن دعوة الفلسطيني للركوع فالموت موت في كل الأحوال، فليمت مرفوع الرأس، فليمت مقبلا غير مدبر، فليمت وهو يقول لا، فليمت وهو يشهد على خسة الدول الكبرى، فليمت وهو يشهد على خذلان العرب والمسلمين.
ولينتظر غير الفلسطيني الدور فالسرطان يريد أن يفتك بالجميع، فلا تنتظروا أن ينطبق عليكم أكلت يوم اكل الثور الأبيض. الأمر جد ويتطلب رجالا مخلصين في إدارات وطنية واعية قبل فوات الاوان إذ لا تنفع إدارة الموظفين، ولا المرعوبين، ولا الذين يتبغددون بالمال العام الذي تم جمعه من قوت الناس.
نريد من يخدم الأمة لا من ينهبها، من يبكي لها، لا من يسكر ويقامر على جراحها.
د. بسام العموش