71
نهاد اسماعيل – خبير في اقتصاديات الطاقة
خلال عام 2024 واجهت اسواق النفط تحديات وظروف صعبة جيو سياسية في الشرق الاوسط واستمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا ولكن اللافت انه رغم التوترات والحروب واضطراب الملاحة في البحر الاحمر الا ان الاسعار بقيت تتارجح ضمن نطاق ضيق. اسعار خام برنت القياسي بقي دون 80 دولار للبرميل واستقر حول 74 دولار نهاية 2024. وخام غرب تكساس الوسيط الاميركية يتذبذب حول 70 الى 71 دولار للبرميل ،
من العوامل التي كبحت ارتفاع الاسعار هو ضعف الطلب الصيني الذي بلغ في اكتوبر 2024 حوالي 11.80 مليون برميل بوميا رغم ان شركات النفط الصينية الوطنية الكبرى CNPC و SINOPEC اكبر شركات النفط الصينية الوطنية تتوقعان نمو الطلب الى 16 مليون برميل يوميا بحلول 2027. وهذا توقع غير واقعي في ظل نمو الطلب على السيارات الكهربائية. ولكن السوق النفطي يقر ويعترف ان الصين تبقى المحرك الرءيس لنمو الطلب واسعار النفط. غير ان S&P Global المتخصصة بالسلع (اس اند بي غلوبال ) الاستراتيجية كالنفط تتوقع ان نمو الطلب عام 2025 سياتي من الهند وكوريا الجنوبية.
وهناك عوامل اخرى ستلعب دور هام 2025 في اسواق النفط والطلب والاسعار:
اولا؛ ماذا سيكون قرار تحالف اوبك+ في الربيع المقبل حول تقليص برنامج التخفيضات وزيادة الانتاج ؟
ثانيا؛ مع استلام دونالد ترامب البيت الابيض وسياسة تشجيع الانتاج النفطي السوءال هل ستستخدم سياسة نرامب مع احتمال تواجد فاءض نفطي في السوق؟ حسب المعطيات الحالية سيكون الفاءض في السوق مليون برميل يوميا على الاقل.
وهل سيقوم ترامب بتشديد العقوبات على ايران وفنزويلا ؟ وايضا يهدد ترامب بفرض جمارك عقابية على الصين والاتحاد الاوروبي وكندا والمكسيك وما تاثير ذلك على اسعار النفط والمشتقات ؟
من الطبيعي ان يسعى ترامب لتقديم خدمة كبيرة لشركات النفط الاميركية ولكن هناك تطورات قد توءذي تلك الشركات واهم التطورات هو ارتفاع الانتاج من خارج اوبك من دول منتجة مثل كندا والبرازيل وغويانا وكلها ستساهم في اغراق سوق النفط..
اهتمام اسواق النفط سيركز على قرارات الرئيس الاميركي الجديد وعلى قرارات اوبك + وعلى الاقتصاد الصيني خلال 2025.
وثمة تساؤلات هل سينجح ترامب في حل الصراعات بين روسيا واوكرانيا وفي الشرق الاوسط ؟ واذا تمكن من ذلك سيساعد روسيا في رفع وتيرة التصدير وزيادة المعروض في السوق وهذا يساهم في بقاء الاسعار منخفضة.
وحسب موقع اويل برايس الاميركي Oilprice.Com فان اساسيات العرض والطلب بقيت متوازنة عام 2024 وكبحت جماح ارتفاع الاسعار.
وستستمر حالة عدم اليقين خلال 2025 وسط تجاذبات متعاكسة بعضها يدفع بالاسعار شمالا كتشديد العقوبات على النفط الايراني وبعضها يدفع الاسعار جنوبا كارتفاع انتاج دول خارج منظمة اوبك،