لندن: محمد الطّورة
الخارطة الإعلامية الأردنية وضرورة رسمها من جديد
يمثل الإعلام في الأردن أحد أهم المجالات التي تعكس القوة والنفوذ في المجتمع. ومع تزايد المنافسة ، تبرز مراكز القوى في الإعلام كعوامل رئيسية تؤثر في دخول مستثمرين جدد لهذا القطاع الهام والحيوي
تستحوذ مراكز القوة في الإعلام من صحف ومواقع إخبارية في الأردن على قدر كبير من النفوذ، حيث تتحكم في توجيه الرسائل الإعلامية وتحديد المحتوى الذي يتلقاه الجمهور. هذا النفوذ قد يكون عائقًا أمام دخول مستثمرين جدد، حيث يفضل هؤلاء البقاء في بيئة تعرف قواعدها وتقاليدها.
تعتبر مراكز القوى في هذا القطاع من العوامل الرئيسية التي تساهم في خلق بيئة تحديات معقدة للمستثمرين الجدد. تواجه هذه الفئة من المستثمرين عقبات متعددة ونقاط ضغط تؤثر سلبًا على قدرتهم على المنافسة في سوق مزدحم ومحكوم من قبل قلة من مراكز القوى في مجال الإعلام. من أبرز هذه التحديات هو التحكم في قنوات التوزيع، حيث تُهيمن الشركات الكبرى على الشبكات والبنية التحتية، مما يجعل من الصعب على اللاعبين الجدد الحصول على وصول مماثل لجمهورهم المستهدف.
من جهة أخرى، تُعتبر استراتيجيات الإعلان واحدة من الأساليب التي تستخدمها مراكز القوى لضمان سيطرتها على السوق. المواقع الإخبارية والصحف الكبرى تستفيد من علاقاتها القوية مع وكالات الإعلان والمعلنين، مما يمنحها أسبقية كبيرة في جذب الإعلانات ذات القيمة العالية. هذه الوضعية تترك المستثمرين الجدد في موقف يسهل تجاهلهم ويعزز بيئة تنافسية غير عادلة.
هناك أيضًا القضايا المتعلقة باللوائح والتراخيص، والتي تتطلب من المستثمرين الجدد التأقلم مع متطلبات معقدة ومتعددة. في بعض الأحيان، تُستخدم القوانين بشكل غير ملائم لإعاقة دخول لاعبين جدد، مما يعزز من مركز القوى القائم. على سبيل المثال، قد يُواجه المستثمرون الجدد متطلبات إضافية للحصول على التراخيص، بينما تظل الشركات الكبرى تستفيد من تراخيص سابقة.
هذه التحديات تمثل صورة واضحة عن كيفية تأثير مراكز القوى في قطاع الإعلام، مما يخلق بيئة قد تكون غير مناسبة للمنافسة وتحد من دخول المستثمرين الجدد إلى السوق بشكل فعال. لذا، تعتبر معالجة هذه القضايا أمرًا حيويًا لدعم الابتكار وتعزيز تنوع المحتوى الإعلامي.
تعد الحكومة والجهات المختصة المراكز الرئيسية التي تتحكم في تنظيم السوق الإعلامي، حيث تسهم هذه الهيئات في وضع القوانين والسياسات اللازمة لتنظيم النشاطات الإعلامية. دور هذه المؤسسات لا يقتصر فقط على تنظيم السوق، بل يشمل كذلك تعزيز المنافسة وحماية حقوق المستثمرين الجدد، الأمر الذي يعتبر ضروريًا لضمان تنوع المحتوى وجودته.
تتطلب حماية المنافسة في القطاع الإعلامي تطوير تشريعات واضحة وشفافة تمنع احتكار المحتوى الإعلامي من قبل عدد قليل من الجهات الاعلامية الخاصة.
من المهم أن تتبنى الحكومة منهجيات شاملة تراعي مصالح جميع الأطراف المعنية، وتعمل على بناء بيئة تنافسية تنعش السوق الإعلامي. من خلال هذه الجهود، يمكن تعزيز دخول مستثمرين جدد مما يسهم في تنوع المحتوى وزيادة الخيارات المتاحة للجمهور. تعتبر هذه المبادرات جزءًا لا يتجزأ من تعزيز المشهد الإعلامي بصورة تضمن النفع للجميع.
لا بد أيضاً أن تقوم الحكومة بسن تشريعات وتنظيمات تهدف إلى جذب ودعم الاستثمار في مجال الإعلام. بحيث تسعى الحكومة لتسهيل دخول مستثمرين جدد في هذا المجال، مما يعزز المنافسة ويعود بالنفع على البيئة الإعلامية ودعم الاقتصاد.