تنتشر على شبكة الطرق في المملكة عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف من مصارف مياه الأمطار، التي نُفذت في غالبيتها بعشوائية مؤذية للغاية، دون أي التزام يُذكر بالمعايير الهندسية الدقيقة.
هذه المصارف، إما بارزة بشكل مفاجئ أو غائرة بشكل خطِر، وأصبحت آفة يومية تؤذي المركبات وتزعج الركاب، وتُعكّر صورة المدينة وشبكة الطرق بشكل فاضح.
لا يكاد يخلو طريق في الأردن من عشرات المصارف المزعجة التي تضرب عجلات المركبات، وتربك السائقين، وتُفقد الركوب أدنى درجات الراحة، كما تُشكّل خطرًا متزايدًا على سائقي الدراجات، وتُفاقم معدلات الحوادث المرورية.
وما يزيد من فداحة الأمر أن شكل هذه المصارف في كثير من الطرق غير حضاري، وغير هندسي، ولا يليق بمشهد مدينة أو طريق عام، وكأننا أمام حفر متفرقة لا رابط بينها ولا عقل هندسي وراء تنفيذها.
ثانيًا – الحل (استنادًا إلى الدليل البريطاني – DfT & TRL):
الحل في غاية السهولة والتكلفة منخفضة جدًا، ويمكن تطبيقه فورًا:
١) تسوية أغطية المصارف مع سطح الطريق، بحيث لا يتجاوز الفارق ±6 ملم، وهو الحد الآمن الذي لا يؤثر على المركبة.
٢) استخدام أغطية مرنة أو مطاطية الإطار تمتص الصدمات وتقلل الأذى.
٣) إعادة توزيع مواقع المصارف بعيدًا عن مسار العجلات، وتثبيتها على حواف الطرق أو داخل قنوات جانبية مخصصة ومغطاة.
تطبيق هذا الحل سيُحدث فرقًا مباشرًا وملموسًا في راحة الركوب وجودة الطريق، وسيرى الجميع المظهر الحضاري الهندسي الجديد الذي يعكس احترافية البنية التحتية واحترام مستخدمي الطريق.
ثالثًا – التوصية المؤسسية:
توصى الجهات التالية باعتماد هذا الحل فورًا، وتعميمه دون إبطاء:
• أمانة عمّان الكبرى.
• وزارة الإدارة المحلية (ضمن اختصاص البلديات والمجالس المحلية).
• وزارة الأشغال العامة والإسكان (للطرق النافذة بين المحافظات).
وذلك من خلال:
١) تدريب الكوادر الهندسية والفنية على آلية التنفيذ.
٢) تحديث المواصفات الفنية والعطاءات.
٣) إلزام كافة المقاولين والمكاتب الهندسية باعتماد هذا الحل في مشاريعهم الجديدة، ومعالجة ما هو قائم.
إن معالجة هذا الخلل البسيط نسبيًا، بكلفة لا تُذكر، ستحسّن من جودة الحياة والسلامة المرورية والانطباع العام عن طرقنا، وستُظهر الفارق فورًا للعيان.
والله ولي التوفيق..