لندن: كتب محمد الطّورة
ضرورة توضيح الأسباب وراء اتخاذ بعض القرارات التي تمس مصالح الناس
تعتبر الشفافية أحد العناصر الأساسية في عملية صنع القرار، فهي تساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة بين المسؤولين والمواطنين. عندما تتم الشفافية في كشف الأسباب والعلل التي تقف وراء اتخاذ قرارات معينة، يشعر الأفراد بأنهم جزء من هذه العملية وأن آرائهم قد تؤخذ بعين الاعتبار. هذا الإحساس يعزز التواصل بين الناس والمسؤولين، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات العامة وتقوية الروابط الاجتماعية.
علاوة على ذلك، تساهم الشفافية في بناء الثقة المؤسسية، حيث تتيح للناس فهم المسارات التي تتخذها الجهات الرسمية في القرارات الحاسمة التي تتعلق بمصالحهم. فعندما يتم شرح الأسباب وراء بعض الممارسات أو السياسات، يميل المواطنون إلى تقديم الدعم والمشاركة الفعالة. إن فهم القرارات يساعد في تخفيف الشكوك والريبة، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى نشاط أكبر ثقافيًا واجتماعيًا من قبل الأفراد في المجتمع.
تسهم الشفافية أيضًا في تعزيز الديمقراطية، فهي تفتح الأبواب أمام المناقشات العامة ونقد السياسات، مما يحفز على التفاعل الإيجابي. يعكس انفتاح الحكومة أو المؤسسات على مبدأ الشفافية استعدادها للاعتراف بالمسؤولية، ويعزز من فرص المشاركة الفعالة للأفراد في عملية اتخاذ القرار. يتطلب الأمر أن تنصت الجهات المعنية لآراء المواطنين وهواجسهم وأن تأخذ بعين الاعتبار مواقفهم، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى قرارات أكثر توازنًا وملاءمة لمصالح المجتمع. من هنا يتضح أن الشفافية هي حجر الأساس في بناء مجتمع قوي وقادر على المشاركة بشكل فعّال في العمليات الديمقراطية.