مهما قدم الإنسان لوطنه من جهد وعمل وتضحيات، فإنه يبقى مدركًا أنه مقصر في طموحاته. جذور الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني موجودة في قلوب الأردنيين الذين يسعون دائمًا لتحسين وطنهم وتقديم الأفضل. العدالة، والحرية، والرفعة هي قيم لطالما سعى إليها المواطن الأردني في كل مراحل حياته. إنطلاقاً من هذا الشعور علينا ان نتذكر دائمًا تضحيات أجدادنا ونواصل بناء الأردن بكل الوسائل والطرق على أساس من الفخر والانتماء .
تم إشهار كتاب “المملكة الأردنية الهاشمية من عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني” قبل سنوات في العاصمة عمان تحت رعاية معالي المهندس سمير الحباشنة وزير الداخلية السابق ولجنة مناقشة تضم أصحاب المعالي المرحوم الدكتور سمير مطاوع والمرحوم الدكتور كليب الفواز وسعادة الدكتور المورخ عمر العرموطي
الكتاب كما وصفته اللجنة يعتبر عملًا فريدًا يسلط الضوء على مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية من عبدالله الاول الى عبدالله الثاني عبر سنوات حكم الهاشميين . الكتاب الذي كتب ليقدم للقارئ فهمًا عميقًا للتاريخ السياسي والثقافي للأردن، وما أفرزته الأحداث التاريخية من تحولات على مختلف الأصعدة. تناول الكتاب مراحل التطور التي مرت بها المملكة، بدءًا من حكم الملك عبدالله الأول، مؤسس الدولة، وصولًا إلى العهد الحالي تحت قيادة الملك عبدالله الثاني.
إن الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث التاريخية، بل يتضمن تحليلات قيمة حول التأثيرات الاجتماعية والسياسية التي تمس المجتمع الأردني. فقد أوردت الرؤى التي تشكلت عبر عقود من الزمن، وكيف أثرت هذه الرؤى على هوية الدولة الأردنية. تأتي أهمية الكتاب من كونه لا يقتصر فقط على التوثيق التاريخي، بل يدعو أيضًا إلى التفكير في الديناميات الثقافية التي شهدها الأردن، وكيف تُعبر هذه الديناميات عن الهوية الهاشمية المتميزة.
علاوة على ذلك، يبرز الكتاب دور الأردن في الساحة الإقليمية والدولية، وما قدمه من مساهمات في تحقيق السلام والاستقرار. من خلال توثيق الأحداث والشخصيات الرئيسية، يمكن للقارئ أن يكتسب فهمًا شاملًا للمكانة المميزة التي يحتلها الأردن وسط التحديات المحيطة به. إن القراءة في هذا الكتاب تمثل جهدًا مهمًا لكل من يرغب في التعمق في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، وتجعل من تلك الفترة الغنية بدروسها وتجاربها موضوعًا يستحق التفحص والدراسة.
أقيم حفل إشهار كتاب “المملكة الأردنية الهاشمية من عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني” في المركز الثقافي الملكي، وهو مكان معروف بإسهاماته الثقافية والفنية في الأردن. تم تنظيم الحفل بشكل متقن، حيث بدأ الحفل بعزف السلام الملكي وبمراسم الاستقبال التي شملت شخصيات بارزة من الحكومة، ومؤرخين، وأكاديميين، بالإضافة إلى رجال أعمال ومهتمين بالشأن الثقافي. كان الهدف من هذه الفعالية هو إلقاء الضوء على التاريخ الأردني من خلال تقديم فكرة شاملة عن الكتاب الذي يوثق تلك الحقبة التاريخية.
استهل الحفل بكلمتي الترحيبية ، بعد ذلك تم التطرق إلى أهمية الكتاب كمرجع تاريخي وثقافي. جاءت الفقرات التالية لتتناول مجموعة من العروض التقديمية التي ألقت الضوء على الفصول المختلفة في الكتاب، مما أتاح للحضور تجربة مثيرة للتفاعل مع المعلومات التاريخية.
بجانب الكلمات الرسمية، تم تنظيم جلسات حوارية مع بعض الشخصيات التي حضرت الحفل، حيث قدموا رؤى حول التأثيرات الاجتماعية والسياسية لعصر الملك عبدالله الأول وامتدادها إلى عهد الملك عبدالله الثاني. كان الحضور متنوعًا، حيث تضمّن الطلاب والأساتذة الذين أبدوا اهتمامًا خاصًا بمناقشة الأفكار المطروحة في الكتاب. ختام الحفل كان بفقرة لتوقيع الكتاب، مما أتاح للحضور فرصة لمناقشة الأفكار التي وردت في الكتاب. لذلك، يمكن القول إن هذا الحدث قد شجع على تعزيز الثقافة الوطنية وتقدير التراث التاريخي للأردن.
خلال حفل إشهار الكتاب تم تقديم العديد من الأفكار القيمة من قبل عدد من المتحدثين الرئيسيين. أبرز هؤلاء المتحدثين كان معالي المرحوم الدكتور سمير مطاوع، الذي استعرض في كلمته التاريخ المبكر للملكة والمعالم السياسية التي أسهمت في تشكيل هويتها. أشار إلى الرؤية الاستراتيجية التي اتبعها الملك عبدالله الأول في تأسيس دولة قوية ومتماسكة، وكيف أن هذه الرؤية لا تزال تلهم القيادة الحالية. كما استعرض التحديات التي واجهتها المملكة عبر العصور، ودور الحكومات المتعاقبة في تعزيز الاستقرار والتنمية.
أما معالي المرحوم الدكتور كليب الفواز، فقد ركز في مداخلته على الأبعاد الثقافية والاجتماعية للمملكة الأردنية الهاشمية. تحدث عن أهمية الثقافة كأساس لتوحيد النسيج الأردني وعوامل تقوية الهوية الوطنية. واستعرض دور الأدب والفنون في سرد تاريخ المملكة وتشكيل رواية متكاملة حول تطوراتها. لقد سلط الضوء على كيف أن الفنون تعكس التحولات التاريخية وتساهم في تشكيل الوعي العام حول الهوية الأردنية.
الأستاذ عمر العرموطي كان متحدثًا رئيسيًا ثالثًا، حيث تناول في كلمته أهمية التعليم والتربية في بناء مستقبل المملكة. وقد أشار إلى ضرورة الاستثمار في العقول والشباب، مشددًا على أن التعليم هو المفتاح لبناء مجتمع قوي ومتماسك. كما تناول قضايا هامة تتعلق بالتحديات التي تواجه القطاع التعليمي في الأردن وكيفية التغلب عليها. لم تتوقف أفكاره عند الجوانب النظرية، بل قدم مبادرات وأفكار عملية يمكن تنفيذها لتعزيز النظام التعليمي.
كان الحفل حدثًا بارزًا في الساحة الثقافية الأردنية، حيث تجمع فيه عدد من الشخصيات المهمة، بما في ذلك مؤرخين، أكاديميين، ومهتمين بالشأن الثقافي. من خلال التعليقات التي تم رصدها خلال الحفل وبعده، اتضح أن هذا الحدث ترك تأثيرًا عميقًا في رفع الوعي بالتراث الثقافي الأردني. كان لدى الحضور فرصة للتفاعل مع محتوى الكتاب، الذي قدم تحليلاً شاملاً لتاريخ المملكة ودورها في المنطقة، مما ساهم في تعزيز الفهم لدى الجمهور حول هذا الموضوع الحيوي.
مراقبون مستقلون أجمعوا على أهمية هذه الفعالية في تعزيز الثقافة الوطنية وتمكين الشباب الأردني من الارتباط بجذوره. وقد عبر الحضور بشكل عام عن انطباعات إيجابية، مشيرين إلى أن الكتاب لا يمثل فقط توثيقاً لتاريخ المملكة، بل يعتبر أيضًا دعوة للناس للتفاعل مع تاريخهم والتراث الثقافي. العديد من المشاركين أشادوا بكافة الجهود المبذولة لإعداد هذا العمل المعرفي الذي يسهم في توعية الأجيال القادمة بقيم الهاشميين ودورهم في بناء الدولة.