87
محمد الطّورة – ابو مهند
غادرت عمان الجمعة الماضية الى العاصمة البريطانية لندن ..وعندما هممت بالصعود الى الطائرة ، واخذت مقعدي حتى بدت لي عمان قطعة مني ..نظرت من نافذة الطائرة وهي تستعد للإقلاع فأدركت ان الأردن يسكن فينا قبل ان نسكن فيه ..هو حبنا الأول وملهمنا .
لم تكن هذه المرة الأولى التي اشعر بها بهذا الشعور الجميل تجاه وطني الأردن ..بل أدمنت على هذا الشعور منذ عملي في السفارة الأردنية في لندن وواشنطن ..كنت دائما أحن الى عمان كما يحن الأبن لأبيه ..
لا أبالغ في هذه المقالة اذا قلت ان الأردن يعادل هذا العاطفة ..عاطفة الحب بين الأبن وأبيه ، وهي عاطفة تصل ذروتها عند الغياب المصاحب له شوق كبير .
عمان بكل تفاصيلها تسكن فينا ..وهي دائمة الحضور في أشواقنا اليها ..ولا يمكن نسيانها حتى وان حطت الطائرات التي تحملنا في كل عواصم العالم ..إذن هو عشق أزلي منذ طفولة ربتت عمان فيها على اكتافنا ، ومنحتنا الدفء والأمان .
مدينة الضباب لندن وان كانت جميلة ، ولها تاريخها هي محط رحلة اقتضتها ظروف العمل ، وعلى الرغم من عراقة لندن ، تبقى عمان أصل المحبة وأصل الإنتماء ..ويبقى الأردن عبائتنا التي نلوذ إليها كلما اخذنا الشوق الى هناك …الى عمان عاصمة الوفاق والاتفاق والمحبة .