Home ناصر جودة وزير الخارجية الأسبق الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في عالم السياسة والدبوماسية

ناصر جودة وزير الخارجية الأسبق الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في عالم السياسة والدبوماسية

by dina s
0 comments 28 views 5 minutes read
A+A-
Reset
لندن: محمد الطّورة
ليس من عادتي أن أمدح المسؤولين أثناء عملهم، حتى لا يُفهم الأمر على أنه تقرب أو تزلف، لكن الظروف تدعوني اليوم لإبراز بعض الخصال الإنسانية النبيلة التي يتمتع بها معالي الأخ ناصر جودة.
لقد كان لي شرف العمل في سفارتينا في لندن وواشنطن، وذلك عندما كان معاليه وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين حيث تعرفت على معاليه عن قرب وشهدت مدى اهتمامه البالغ بخدمة الوطن والمواطنيين أينما حل وأرتحل.
معالي أبو طارق يعتبر أحد الشخصيات البارزة في عالم  السياسة الأردنية والعالمية ، حيث يُنظر إليه على أنه من المحسوبين على التوجه الليبرالي في الحكم. لقد حظي بشرف اختيار جلالة الملك عبد الله الثاني له ليكون وزيرًا للخارجية لعدة سنوات، مما يبرز التأكيد على كفاءته في هذا المنصب الحساس.
خلال فترة عمله، أثبت معالي ناصر جودة أنه شخص ذو كاريزما وحضور قوي في المؤتمرات العالمية. كانت كلماته تمثل صوتًا قويًا يُسمع في أروقة هيئة الأمم المتحدة، حيث تناقش القضايا التي تهم العالم العربي، وخاصة القضية الفلسطينية. لقد حصل على تقدير كبير من زملائه وزراء الخارجية العرب والأجانب بفضل قدرته الفائقة على الإقناع وحنكته السياسية.
على الجانب الشخصي، يُعرف معالي ناصر جودة بأنه رجل مخلص ومحب لكل من عرفه متواضع . لا يدخر جهدًا في التواصل مع أصدقائه ومحبيه، وهو مثال للجميع في كيفية الحفاظ على العلاقات الإنسانية. حتى خلال فترة غيابه عن المناصب التنفيذية، استمر الملك في الاستفادة من خبرته بإختياره كأحد أعضاء مجلس الأعيان ( مجلس الملك). من المؤكد أن أبو طارق سيكون جاهزاً  للعودة لخدمة وطنه وقائدها في أي منصب يتم تكليفه به مستقبلاً .
وُلد معالي ناصر جودة في عمان، وقد نشأ في بيئة عائلية سياسية مشجعة على التعليم والعمل  الوطني الدؤوب. تلقى تعليمه في الأردن، مما أتاح له بناء قاعدة معرفية قوية. بعد ذلك، سافر  لدراسة العلوم السياسية في الخارج ، هذه الفترة في حياته أكسبته معرفة واسعة بعلوم السياسة والدبلوماسية، وجعلته يتبنى رؤى ليبرالية تتعلق بالحكم وإدارة الشؤون العامة.
بعد عودته إلى الأردن، انطلقت مسيرته المهنية في عدة مجالات كانت بدايتها في مجال الإعلام مديراً لمكتب الأعلام الأردني في السفارة الأردنية في لندن ومديراً لمؤسسة الأذاعة والتلفزيون الأردني ووزيراً للإعلام وفي المجال السياسي والدبلوماسي وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين .
علاقة معالي ناصر جودة الوثيقة مع جلالة الملك عبد الله الثاني كانت عاملاً مهماً في تأسيس دوره الدبلوماسي. فقد كان له تأثير واضح في تنفيذ  القرارات الاستراتيجية التي اتخذها الأردن، مما جعله أحد المساعدين الموثوقين لجلالة الملك في سياسته الخارجية. كانت عقيدته السياسية ترتكز على أهمية التعاون الدولي، وهو ما تعكسه اللقاءات التي أجراها مع قادة عالميين، حيث ساهمت تلك العلاقات في تعزيز وضع الأردن الإقليمي والدولي. معالي ناصر جودة وقتها  أصبح رمزًا للسياسة الأردنية الحديثة التي تتجه نحو البحث عن السلم والاستقرار في المنطقة.
تولى معالي ناصر جودة وزارة الخارجية الأردنية  واستمر في هذا المنصب لسنوات طويلة حاز خلالها على ثقة سيد البلاد، حيث حقق العديد من الإنجازات التي أثرت بشكل إيجابي على السياسة الخارجية للأردن. كان دوره محوريًا في تعزيز العلاقات الدولية، وخاصة تلك المتعلقة بالقضايا العربية. شارك معاليه في العديد من المؤتمرات الدولية، مما ساهم في رفع صوت الأردن على الساحة العالمية.
من بين مساهماته البارزة، كانت مشاركته في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى خطابات مؤثرة ناقشت العديد من القضايا الضاغطة في العالم العربي. كان له تأثير واضح في التواصل مع الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الآمريكية من خلال علاقاته المميزة مع وزراء خارجية أمريكا  من اجل تعزيز الدعم للأردن في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والتنمية والإغاثة الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم معاليه بفعالية في تشكيل السياسات العربية تجاه النزاعات الإقليمية.
في جميع لقائاته ومشوراته كان معالي ناصر جودة يؤكد على أهمية القضية الفلسطينية، حيث كان من أبرز الداعمين لها خلال فترة وجوده وزيرا للخارجية. بتوجيه من جلالة الملك، عمل معاليه على تعزيز موقف الأردن التاريخي الداعم لفلسطين، مما ساهم في تعزيز العلاقات مع الدول العربية والأوروبية التي تشارك الأردن نفس الهدف.
علاوة على ذلك، قام  معاليه بتعزيز التعاون الثنائي بين الأردن ودول العالم من خلال فتح قنوات جديدة للدبلوماسية، مما ساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة. يعتبر معالي ناصر جودة مثالًا يحتذى به فيما يخص الإنجازات الدبلوماسية، مما كان له أثر كبير في تعزيز مكانة الأردن في المجتمع الدولي
يُعتبر معالي ناصر جودة شخصية بارزة تجمع بين الكاريزما وشخصية خفيفة الظل، مما يجعله محط إعجاب وتقدير من قبل الجميع. تمتاز شخصيته بجاذبية فريدة تعكس شغفه للثقافة والإنسانية، وهو ما ساعده في بناء قاعدة واسعة من الأصدقاء والمعارف. تتجاوز السمات الشخصية لمعالي أبو طارق مجرد كونه شخصية عامة؛ إذ يُظهر دائمًا تفانياً في تعزيز العلاقات الاجتماعية بعمق وصدق.
من أبرز سماته الشخصية هي قدرته على التواصل الفعّال مع الآخرين، حيث يُظهر اهتمامه الحقيقي بمشاعرهم وآرائهم. يستمع إليهم بعناية، مما يعكس احترامه وتقديره لمكانتهم. يفضل معالي جودة استخدام الفكاهة كوسيلة للتواصل، مما يُساعده على كسر الحواجز وتحقيق الألفة بينه وبين معارفه والعاملين بمعيته. هذا الأسلوب يجعله يتربع على قلوب الكثيرين الذين يلتقون به، سواء في نطاق العمل أو في الحياة الشخصية.
عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، يُظهر معاليه التزامه القوي بالحفاظ عليها، رغم مشاغله الكثيرة. يسعى بجد إلى الاستمرار في متابعته لأصدقائه، حيث يخصص وقتًا للتواصل معهم، سواء من خلال اللقاءات المباشرة أو الاتصالات الهاتفية. يعبّر عن حبه وتقديره لهم بأسلوبٍ يظهر روح العطاء والتقدير، مما يعكس طبيعته الاجتماعية الدافئة. يُساعده ذلك في بناء جسور من الثقة والأحترام في كافة العلاقات التي ينشئها، مما يرتقي بعلاقاته إلى مستوى عالٍ من الاحترام والمودة.
مع تبدل المواقف السياسية وتغير رجال السياسة في العالم والمنطقة، يبقى دور معالي ناصر جودة محط اهتمام كبير في المستقبل السياسي للأردن. إن الخبرات الواسعة التي اكتسبها معاليه خلال فترة عمله كوزير للخارجية، تشير إلى أنه جاهز  للعب دورًا رئيسيًا في الساحة السياسية في حال أحتاج الوطن  لفرص تتطلب قيادات قوية. إن التخطيط السياسي المستقبلي يحتاج إلى شخصيات قادرة على تشكيل السياسات الدولية والداخلية بمهارة، ومعالي ناصر جودة يمثل أحد هذه الشخصيات بكل جدارة..

 

Have any thoughts?

Share your reaction or leave a quick response — we’d love to hear what you think!

Leave a Comment

You may also like

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
Focus Mode
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00