لندن: محمد الطّورة
حافظوا على سمعة الأردن في الخارج: أهمية الإعلام في الحفاظ على الاستقرار وفي تشكيل الرأي العام
ماذا يدور في رأس صاحب القرار
يتسائل البعض عن السبب وراء ظول المدة التي تحتاجها الحكومة وبعض موسساتها وهيئاتها ولجانها المختلفة لأصدار بعض القرارات التي تمس مصالح المواطنيين ومشاريعهم في الوقت الذي لاحظ المتابعين صدور قرارات ممتالية وسريعة في الأسابيع الماضية تحد من عمل الصحافة والصحفيين والاعلاميين والمواقع الاخبارية.؟
قرارات الحكومة وتأثيرها على حرية الصحافة
تعتبر حرية الصحافة جزءاً أساسياً من أي نظام ديمقراطي، ولها تأثير مباشر على سمعة البلاد وصورتها في الخارج. في الأردن، يواجه الصحفيون والأعلامين واصحاب المواقع الآخبارية تحديات متعددة نتيجة للقرارات الحكومية المتتالية التي قد تعيق ممارسة حرية الإعلام. تتراوح هذه القرارات من التأخير في إصدار التراخيص القانونية للمواقع الاخبارية ووضع شروط وقيود على كل من يمارس المهنة تمنعهم من ممارسة العمل الصحفي بجميع أشكالة
هذه الظروف والممارسات يمكن أن تؤثر سلباً على كيفية تصور المجتمع الدولي للأردن، مما يعكس صورة غير دقيقة عن الواقع الذي يعيشه البلد.
عندما يُحجم أصحاب الصحف والمواقع والصحفيين عن تناول موضوعات أو أخبار تهم الوطن أو نقل الحقائق بسبب خوفهم من العواقب، فإن ذلك لا يضر فقط بمصداقية الصحافة ولكن يؤدي أيضاً إلى تدهور الصورة العالمية للأردن. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلا أن تقييد حرية الصحافة بأصدار قوانيين من الصعب تطبيقها على ارض الواقع يمكن أن ينسف هذه الجهود ويقلل من ثقة المجتمع الدولي في قدرة الأردن على الحفاظ على نظام ديمقراطي فعال ومفتوح.
لضمان تحسين سمعة الأردن وتعزيز ثقة العالم الخارجي، من الضروري أن تتعاون الحكومة مع وسائل الإعلام. يجب أن تُبنى العلاقة على أساس من الثقة والاحترام المتبادل والحوار والانفتاح، بحيث تُعطى الصحافة والمواقع الاخبارية الفرصة لنقل الأخبار بشكل مسؤول وموضوعي. تشجيع التفاعل بين الحكومة ووسائل الاعلام سيكون له تأثير إيجابي على الصورة العامة، وسيمكن الأردن من إبراز إنجازاته وتقديم رؤية واضحة حول أرقامه التنموية وسياساته العامة. إذ أن تعزيز حرية الإعلام لا يعتبر مجرد حقوق أساسية، بل هو عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار ورسم مستقبل البلاد الزاهر.
ختاماً لا بد من توجيه سؤال لصاحب القرار متى تسقر التشريعات والقوانين واللواح الناظمة لعمل الاعلام حتى تصبح وسائل الأعلام الآردنية مصدرا موثوق لنشر الأخبار العالمية بدلاً من أن تكون ناقله لها من مصادر عربية وأجنبية.