Home هل بدأت نهاية نتنياهو؟

هل بدأت نهاية نتنياهو؟

خالد دلال

by editor
0 comments 3 views 2 minutes read
A+A-
Reset

يبدو أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من حيث يدري أو لا يدري، قد دق المسمار الأخير في نعش مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السياسي. فإذا ما قدر لخطة ترامب، لإنهاء الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة منذ ما يقرب من عامين، أن تنجح، فعلى نتنياهو التعامل مع استحقاقات داخلية معقدة قد تطيح بعرشه.

ومنها التحقيقات الخاصة بالإخفاقات والفشل السياسي والأمني والاستخباري والعسكري لحكومته في السابع من أكتوبر، والتي على الأغلب ستدينه عاجلا أم آجلا. وللعلم، فنتنياهو يرفض الاعتراف بمسؤوليته عن هذه الإخفاقات، ويحمل الجيش والأجهزة الاستخباراتية المسؤولية الكاملة.

ومنها الصدام المرشح أن يتفاقم مع قطبي اليمين الإسرائيلي المتطرف في حكومته، وزير المالية العنصري، تسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الفاشي، إيتمار بن غفير، اللذين سيستمران بالضغط على نتنياهو لتمرير قرارات تزيد من الضغوط الدولية عليه، ومنها الأميركية، وفي مقدمتها مساعيهما لضم الضفة الغربية، وخططهما التهجيرية القسرية فيما يخص غزة واحتلالها.

أما الطامة الكبرى التي ستعصف بنتنياهو فهي المحاكمات التي تنتظره في تل أبيب بتهم الفساد والرشوة، والتي قد تنهي حياته السياسية عن بكرة أبيها، وينتهي به المطاف سجينا.

الأمور معقدة داخليا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو لذلك قد يمارس الدهاء والخبث السياسي للهروب من خطة ترامب، والمضي قدما بحربه الدموية في غزة، إيمانا منه أنها ستطيل عمره السياسي، والأهم، أنها ستجعل منه بطلا قوميا في عيون وقلوب الشعب اليهودي، ما قد يشفع له في الوصول إلى تسويات سياسية فيما يتعلق بالقضايا المرفوعة ضده.

إنها حرب البقاء بالنسبة لنتنياهو المكبّل في ثنايا تعقيدات المشهد الداخلي الإسرائيلي، ورغم أن ترامب يبدي تعاطفا معه في المحاكمات التي يواجهها، إلا أنه قد يضحي به بسهولة كما فعل سابقا مع الرجل الأغنى على وجه الأرض، إيلون ماسك، في سبيل حماية نرجسية صورته سيدا للبيت الأبيض، وحارسا على المصالح الأميركية أولا وقبل كل شيء.

وقد لا يشفع لنتنياهو كونه أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل، فالصهيونية بحاجة دوما للدعم الغربي، خصوصا في عاصمة القرار العالمي واشنطن، ومن خلفها لندن والعواصم الأوروبية، وقد انهارت صورة نتنياهو مع ازدياد الكراهية الرسمية والشعبية له إلى حد بعيد في العالم، خصوصا أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الإبادة، وقد تكون التضحية به أولوية في سياق حماية الصهيونية وأهدافها المستقبلية، باعتباره ثقلا سياسيا دوليا عليها.

خروج نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف من المشهد السياسي في إسرائيل قد يفضي أيضا إلى تمهيد الطريق للمضي في اتفاقات التطبيع العربية – الإسرائيلية (الإبراهيمية)، وهي من أهداف ترامب الأساسية لحصد المزيد من المكاسب من دول الخليج العربي تحديدا.

يبدو أن الطوفان السياسي لمستقبل نتنياهو قادم، ومن الإشارات مؤخرا على ذلك إعلان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، رون ديرمر، وهو أحد أقرب المقربين لنتنياهو، ترك منصبه، وهو من المقربين أيضا للإدارة الأميركية، ما قد يشير إلى بدايات تفكك الدائرة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي المحصلة، يستدعي كل ما تقدم إدراكا عربيا، والاستعداد للتعامل مع مختلف السيناريوهات، بما فيها انتخابات جديدة في إسرائيل قريبا، إلا إذا فاجأ نتنياهو الجميع وقام بخطوة استباقية للالتفاف وإفشال خطة ترامب عبر رمي الألغام، هنا وهناك، في مراحل التنفيذ. لننتظر ونرى!

Have any thoughts?

Share your reaction or leave a quick response — we’d love to hear what you think!

You may also like

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
Focus Mode
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00