العموم نيوز:
“الذكاء الاصطناعي منحازاً”، “يظل دور الصحافيين/ات كعنصر بشري فعالا”، “الأتمتة ضرورية للاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي” هذا بعضاً من الجلسة التي قدمها برنامج WIN التابع لمنظمة وان إفرا في في المؤتمر السنوي للشبكة العربية من أجل صحافة استقصائية (أريج) الذي عقد في الأردن وحمل عنوان “صحافة بلا قيود“ هذا العام.
ففي جلسة تحت عنوان “تشكيل غرف الأخبار المستقبلية: تحديات الذكاء الاصطناعي الشامل وحلوله” برعاية منظمة وان إفرا، في ٨ ديسمبر/ كانون الأول، شارك فيها المستشارة الإقليمية للبرنامج، دلال سعود، ومديرة برنامج التوازن الجندري والتنوع والإشراك والمساواة ميرا عبدالله، والصحفي ماهر شميطلي، وأدارتها مديرة برنامج تعزيز المهارات للمنطقة العربية سمر حدادين، ناقشوا/ن التقاطع بين المساواة والتنوع والشمول بين الجنسين (GEDI) داخل غرفة الأخبار، والآثار الأوسع نطاقًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي يعمل فيه الذكاء الاصطناعي على تغيير المشهد الإعلامي، ويمثل تحديات كبيرة للمهنيين الذين يتطلعون إلى التعامل مع فوائده ومخاطره المحتملة، مع إنشاء محتوى منصف وشامل.
ومن خلال مداخلتها، قالت مديرة برنامج المساواة الجندرية والتنوع والإشراك، ميرا عبد الله، “الذكاء الاصطناعي منحازا، لذلك يجب تغذية الذكاء الاصطناعي بمحتوى شامل ومتوازن وللصحفيين/ات دور أساسي في ضمان التنوع والرقابة الفعالة على المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي“.
وما تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم هو انعكاس للبيانات المتاحة بالفعل. ولسوء الحظ، فإن هذه البيانات متحيزة وتنعكس في المحتوى الذي يتم إنتاجه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. إذا نظرنا إلى التوازن بين الجنسين في المحتوى على سبيل المثال، نجد أن النساء يشكلن حوالي 25% فقط من المحتوى الإعلامي. لذلك، من المحتم أن يكون المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي متحيزاً.
بدورها علقت المستشارة الاقليمية في WIN، دلال سعود، على دور الصحافيين/ات وقالت: “لا يمكن الاستغناء عن الصحفيين/ات وما يصنعه الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل أساسي على المحتوى الذي تنتجه غرف الأخبار، ومستوى التنوع والشمولية الذي يتبناه المحررون/ات، لذا يظل دور الصحفيين/ات كعنصر بشري أساسيا، ويجب على المؤسسات الإعلامية وضع إرشادات وسياسات دقيقة ومفصلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي“. والذكاء الاصطناعي أداة أساسية للصحفيين تساعدهم على الجمع بين السرعة والدقة، خاصة في المهام الصحفية المتكررة.
من جهة أخرى، تحدث الصحفي والمسؤول التنفيذي ماهر شميطلي عن الأتمتة الآمنة وقال: “الأتمتة ضرورية للاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، ووضع ضوابط خاصة لضمان فعاليته في المهام الصحفية المتكررة وصولا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي الإبداعي على الرغم من كل التطورات، فالعنصر البشري يبقى الأساس حتى في ظل كل التطورات التكنولوجية.”
تجدر الإشارة أن WIN تقدم أداة تعقّب للتوازن الجندري في المحتوى، وهي أداة آلية متاحة للصحفيين/ت لتتبع مدى توازن المحتوى الذي يقدمونه، ومن إحدى الأدوات الآلية التي يمكن أن تضمن أن المحتوى الذي ينشئه الصحفيون/ات غير متحيز جنسياً، مما سيؤدي في النهاية إلى تغذية أدوات الذكاء الاصطناعي بمحتوى أكثر توازناً. كما يقدم البرنامج أيضًا دورة رقمية بعنوان ”ألفباء الرقمية Digital ABCs“، والتي تحتوي على وحدة تساعد المؤسسات على استخدام الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار ومعالجة التحيزات المتأصلة فيه.
ما يمكن للصحفيين القيام به لاكتشاف التحيزات في المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي:
التحقق من اللغة: تأكد من أن اللغة والمصطلحات المستخدمة ليست متحيزة، ولا تتضمن إشارات إلى التحيز أو التحيز ضد الآخرين.
التحقق من الصور: تأكد من أن الصور تمثل فئات التنوع المختلفة بشكل عادل (على أساس الجنس والعمر والقدرة البدنية والثقافة والعرق والدين وما إلى ذلك).
التأكد من دقة الخلفية/السياق: يخلق الذكاء الاصطناعي أحيانًا سياقًا غير دقيق أو يعطي معلومات أساسية غير دقيقة. من المهم التحقق من الحقائق.
البحث عن التنوع في كل قصة: إذا كان الذكاء الاصطناعي لا يمثل سوى زاوية أو منظور فئة معينة من فئات التنوع، فتأكد من تضمين وجهات نظر أخرى في القصة.