إن الوحدة الوطنية ركيزة أساسية في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وتمتد آثارها الإيجابية لتشمل الجوانب الاقتصادية أيضاً. فهي الدرع الحامي في وجه كل محاولة اختراق خارجي تستهدف الوطن ومقدراته.
وهنا مربط الفرس، حيث ان أي مساس بالوحدة الوطنية لا يعد مجرد خلاف عابر، بل يصل إلى حدود الخطر الأكبر لما له من تداعيات تمس كيان الوطن والمجتمع بأكمله. فالوحدة ليست شعاراً، بل ممارسة يومية تتجلى في سلوكنا وخطابنا ومواقفنا.
دعونا نختلف برامجياً كأحزاب وتيارات سياسية، ولتكن ساحتنا الفكرية مفتوحة للنقاش والمراجعة، على أن يكون العلم والمعرفة هما الفيصل في تبني أو رفض أي فكرة أو برنامج مهما كانت هويته أو مصدره.
لكن، حين يتعلق الأمر بالوحدة الوطنية والملفات الخارجية، فلا بد أن نقف صفاً واحداً خلف الدولة ومؤسساتها، بعيداً عن أي مزاودة أو تأطير شعبي لا ينسجم مع رؤية الدولة ومصالحها العليا.
لا سيما ونحن نعلم أن قيادة الدولة ومؤسساتها الأمنية استطاعت على مدى عقود أن تحافظ على أمن الوطن واستقراره وتجنيبه الانزلاق في دوامة الفوضى التي عصفت بالإقليم من حولنا.
الوحدة ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية وثقافة يجب أن نورثها للأجيال كي يبقى هذا الوطن عصياً على التفكك، قوياً في وجه التحديات، آمناً في ظل قيادته الحكيمة.