65
العموم نيوز: محمد الطورة
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية
دورها في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجيّة بما يتماشى مع مبادىء المملكة
تشرفت لسنوات طويلة في العمل في كل من السفارات الأردنية في لندن وواشنطن في أقسام الشؤون الأدارية رئيساً للديوان وفي مجالي المراسم والتشريفات، واكبت خلالها مراحل العمل في السفارات الأردنية في الخارج التي تنفذ سياسة الأردن الخارجية التي
يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مستنداً على حقيقة ثابتة أن الأردن حامل رسالةِ الثورة العربية الكبرى التي أطلقها جلالة المغفور له الشريــف الحسـين بن علي -طيّب الله ثراه- هادفاً لتحقيق استقلال العرب وحريتهم ووحدتهم. وها هي القيادة الهاشمية تواصل حملَ هذه الرسالة التي أضفت على الدبلوماسية الأردنية الكثير من الخصوصية والتميُّز ونالت أحترام وتقدير العالم، وما تزال هذه القيادة الملهمة الحكيمة توجه دفة السياسة الخارجية للمملكة لمواجهة محدودية الموارد الاقتصادية وللاستجابة للتحديات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من الصراعات والنزاعات والتقلُّبات السياسية المتكررة.
لقد دأب الأردن منذ تأسيس المملكة على ممارسة سياسة خارجية متوازنة من خلال إدامة علاقاته وتنميتها مع دول العالم الأخرى وكافة المنظمات الإقليمية والدولية، بنهج دبلوماسي نشِط وفعال مع القوى العالمية المؤثرة غايته تحقيق كافة الأهداف السياسية والاقتصادية
والمساهمة في المحافظة على الأمن الوطني للأردن، وتحقيق المصالح العليا للدولة وحمايتها من تداعيات الأوضاع الإقليمية، هذه السياسة التي تتميز باعتدالها وواقعيتها وفهمها العميق لمجمل الأوضاع الدولية ،أستطاعت أن تنال احترام دول العالم ، مما مكنها من القدرة على المواءمة بين المصلحة الوطنية العليا والمصلحة العربية العامة، والتوجهات الدولية وآليات العمل المشترك، حيث تجلى هذا التوجه بتحقيق الانسجام بين الخطاب السياسي والممارسة الفعلية.بمصداقيه ووضوح من خلال الأعتماد على لغةً واحدة لمخاطبة الداخل والخارج على حدّ سواء، إلى جانب تمسُّكها بمبادئها الأساسية بالرغم من التغيرات الإقليمية والدولية التي عصفت بالمنطقة .
وبالغم من كل ذلك تواصل السياسة الخارجية الأردنية الانفتاح على دول العالم والمنظمات الدولية، والتفاعل معها وتبادل الخبرات والتعاون في شتى الميادين لتطوير قدرات الدولة الأردنية وتقديم الخدمات الفضلى للأردنيين في داخل الوطن وخارجه
إن من أهم ميزات السياسة الخارجية الأردنية هي المحافظة على احترام سيادة واستقلال الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ويتجسّد التزام المملكة بهذا المبدأ من خلال رفضها التدخلاتِ الخارجيةَ في شؤون الدول ومناداتها بحلّ النزاعات الإقليمية والدولية عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية.
كما ويعمل الأردن، بقيادته الهاشمية وبما تمثّله من شرعية دينية وتاريخية، بصورة حثيثة على تحقيق التضامن العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية في المحافل الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فالأردن وشعبه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وتؤكد سياسته الخارجية التي تتبناها وتنفذها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ممثلة بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وأمينها العام ومدراء الدوائر فيها كل ضمن اختصاصه والسفارات الأردنية في الخارج بكافة طاقمها الدبلوماسي والأداري على ضرورة المحافظة على العلاقات الأخويّة مع جميع الدول العربية ودول العالم ،والقيام بكل ما يمكن لتدعيم أسس التضامن العربي والارتقاء بالعمل المشترك في إطار الجامعة العربية.