Home اختيارات رئيس التحريروزير كأس العالم

وزير كأس العالم

صالح سليم الحموري

by editor
65.8K views
A+A-
Reset

لماذا لا نحلم كما تُدار الدول؟

ولماذا لا نُدير إنجازاتنا كما تُدار المشاريع الوطنية الكبرى؟

تأهل “منتخب النشامى” إلى كأس العالم ليس مجرّد لحظة رياضية عابرة، بل هو محطة مفصلية في تاريخ الأردن الحديث، تستحق أن تُعامَل بما يليق بها من جدية ورؤية بعيدة المدى.

من هنا، نطرح سؤالًا غير تقليدي:

لمَ لا نُعيّن “وزيرًا لكأس العالم”؟

وزيرٌ قوي يتولى هذا الملف بوصفه “مشروعًا وطنيًا شاملاً”، لا مجرد مشاركة في بطولة.

وزيرٌ يُحوّل الحلم إلى خطة، والانتصار إلى استراتيجية، والفرحة إلى مستقبل.

لأننا في زمن تُقاس فيه الحكومات بقدرتها على تحويل اللحظات إلى منجزات، والتحديات إلى فرص.

فحكومات المستقبل لا تحتاج إلى وزارات بقدر ما تحتاج إلى وزراء يديرون ملفات.

ملفات ترتبط بحياة الناس، بأحلامهم، وبصورتهم أمام العالم.

وملف كأس العالم… أحد هذه الملفات.

الفكرة ليست مبالغة… بل إدارة حلم
في العالم المتقدم، تُدار الملفات الكبرى بفرق عمل ووزارات ومجالس عليا.
إن كانت هناك وزارات للذكاء الاصطناعي، والسعادة، والمستقبل…
فلمَ لا نُخصّص قيادة حكومية تدير إنجازًا رياضيًا بهذا الحجم؟
ما الذي سيفعله “وزير كأس العالم”؟

ليس دوره إدارة المنتخب فقط، بل العمل على:
• تنسيق جهود الدولة بكل مؤسساتها لدعم الفريق.
• تحويل التأهل إلى منصة للدبلوماسية الرياضية.
• تسويق صورة الأردن عالميًا كـ”بلد الإنجاز والتحدي”.
• ربط التأهل بملفات الاقتصاد والسياحة والاستثمار.
• بناء إرث رياضي وثقافي يدوم ما بعد البطولة.

كأس العالم… منصة وطنية لتكامل الجهود عندما يتأهل فريق، تظهر معه دولة كاملة.

وتعيين وزير مختص بهذا الملف، هو اعتراف ضمني بأن ما تحقق ليس نهاية القصة، بل بدايتها.
سيكون الوزير حلقة الوصل بين:

• الاتحاد الأردني لكرة القدم،
• الإعلام المحلي والدولي،
• وزارة الخارجية وهيئة تنشيط السياحة،
• وزارات التربية والتعليم، والشباب، والثقافة،
• القطاع الخاص والرعاة،
• والأهم من ذلك… الشعب الأردني.

نحو عقلية الإنجاز… لا الاحتفال فقط
لسنا بحاجة لمن يرفع الكأس فقط، بل لمن يرفع “سقف الطموح.”

نحتاج قيادة تؤمن أن الإنجاز الرياضي يجب أن يُدار “بعقلية احترافية”، وأن يتحوّل إلى قيمة مضافة للوطن.

“وزير كأس العالم” هو رمزٌ للتحوّل من ردّ الفعل إلى صناعة الحدث، من فرحة مؤقتة إلى مشروع مستدام.

خاتمة: كرة القدم… وطنٌ بحجم الملعب قد تبدو كرة القدم لعبة… لكنها حين تمسّ قلوب الشعوب، تتحوّل إلى “وطنٍ داخل الوطن”.

وتأهل “النشامى”… ليس مجرّد انتصار، بل لحظة استثنائية، قد نحتاج فيها… إلى وزير.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00