أن تجمع احتياجات المرحلة، في كل ما يخص العلم والتعليم والتكنولوجيا، تحت سقف واحد، وعلى طاولة بحث ونقاش وتشاركية واحدة يلتقي بها الشباب مع صانع القرار، واضعين رؤاهم وتحدياتهم لتجاوزها، والاستثمار بكل ما هو إيجابي لمستقبل واعد يخدم المملكة الأردنية الهاشمية، حتما نحن نتحدث عن عمل عبقري نموذجي لإنجاز مؤكد وتميّز استثنائي.
هي كلمات تصف جزءا من كل ايجابيات «منتدى تواصل 2025» الذي يشكّل حالة نادرة من العمل والإنجاز، والسعي لتحقيق الأفضل، بجوانب متعددة يشارك بها الشباب كجزء رئيسي يكمّل المشهد التنموي، ويسير بالوطن نحو مستقبل واعد، مبني على الحوارات الوطنية، قائم على حضور الشباب كشريك حقيقي.
بالأمس، رعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إطلاق فعاليات «منتدى تواصل 2025» في مجمع الملك الحسين للأعمال، وجاءت النسخة الثالثة من المنتدى لتكرس نهجا متجددا في الحوار الوطني، قائما على إشراك الشباب بصورة حقيقية في نقاشات شفافة وغير رسمية مع صناع القرار، وبحث مجالات حيوية تمس أولويات المجتمع والشباب، بصورة عامة غاية في مثالية ونموذجية العمل الشبابي والحوار إذ اخذت الجلسات طابع النقاشات غير الرسمية ما بين الشباب وصانعي القرار، لتكون هذه المسألة بحد ذاتها شكلا مختلفا وناضجا في دمج الشباب في مسيرة التنمية وحضور الشباب بشكل عملي في تفاصيل التنمية وبناء المستقبل.
المنتدى الذي شارك به أكثر من ألف مشارك من مختلف محافظات المملكة، إلى جانب أكثر من 22 متحدثا ومحاورا من الخبراء والمختصين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وشمل عقد ست جلسات حوارية ركزت على محوريّ التحول الاقتصادي والاستعداد للمستقبل، وجّه بوصلة أي عمل تنموي واقتصادي وحتى سياسي بشكل عملي نحو ضرورة دمج الشباب بأي خطط وبرامج آنية ومستقبلية.
وفي رسائل غاية في الأهمية، للشأن الشبابي والتنموي وشراكة الشباب بشكل فاعل بكافة الخطط والبرامج الوطنية، تناول سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في كلمة ألقاها خلال إطلاق فعاليات المنتدى، أهمية التكنولوجيا ودورها في تجويد الخدمات، والارتقاء بمستوى التعليم والصحة، والإدارة العامة، وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم الاقتصاد، وفي هذه الركائز صورة متكاملة لإيجابيات مؤكدة لواقع الحال وللمستقبل، سيما وأن حديث سموه ركز على شراكة الشباب العملية بهذه الرؤى، لتكون النتائج إيجابية ومتكاملة.
كلمة سمو الأمير الحسين حملت مضامين غاية في الأهمية، برسائل في تطبيقها مثالية المنتج، ونجاح العمل، بتأكيدات على أهمية التواصل وضرورته حدّ الحاجة، بقول سموه «وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى للتواصل، في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم والجديد، عالم صارت فيه الانطباعات في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق»، الانطباعات أقوى من الحقائق، أي هي كلمات بحجم حالة، كلمات تصف وتقف على واقع حال المرحلة التي ما يزال البعض لا يدرك تفاصيلها، ويدير ظهره لاحتياجاتها، بل لضروريات، واضعا سموه حقيقة كاملة وواقعا كاملا بجملة تؤشّر للكثير من التفاصيل، وتتضمن رسائل بحجم آلاف الدراسات التي تقرأ المرحلة، وتخطط للمستقبل.
ووضع سموه في بداية حديثه أساسا لجلسات المنتدى ولأي عمل يهدف للتعامل مع المرحلة والاستعداد للمستقبل بقول سموه (أود أن أبدأ حديثي بالتأكيد على ثوابت أردنية لا تتغير، ميزت دولتنا منذ تأسيسها، وظلت سمة ملازمة لشخصية الإنسان الأردني، هي المثابرة والإخلاص والتميز في كل شيء)، هذا هو الأردن المثابرة والإخلاص، بهما يمضي دوما نحو الأفضل، والتميز، وكما قال سموه «على هذه القاعدة، علينا أن ننطلق في كل حوار ونقاش وطني، فأنتم وأقرانكم في الأردن كله فرسان الحلم الأردني»، هي قاعدة لقادم مؤكد النجاح وللأفضل، فالشباب فرسان الحلم الأردني، حقيقة رسائل عظيمة تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتقود نحو نجاحات مؤكدة.
كلمة سمو الأمير، تحمل دلالات نجاح مؤكد، وتوجّه ليوم مثالي، ولغد ناجح ونموذجي، كلمة بمثابة حالة تحديث وتطوير مبنية على أسس متينة وعبقرية، وحتما سيكون لتنفيذها واقع تنموي يحضر به الشباب مؤكد النجاح.

