Home اختيارات رئيس التحريرويبقى السؤال عن غزة!!

ويبقى السؤال عن غزة!!

نيفين عبد الهادي

by editor
16.7K views
A+A-
Reset

يكرر السؤال ذاته يوميا، ماذا تريد إسرائيل من غزة؟ ماذا بقي بخرائط طريق تدميرها لهذه البقعة الجغرافية الصغيرة على هذه المعمورة لم تنفذه حتى اللحظة من جرائم وإبادة ومجاعة، وقطع ماء ودواء، ومنع للمساعدات وعرقلتها، وتدمير للبنى التحتية ولدور العبادة، إلى متى هي مستمرة بما تقوم به من حال حقيقة لم تر مثيلا له البشرية؟!!!.

أمس وخلال 24 ساعة شهدت غزة استشهاد 88 شهيدا واصابة 421 جريحا وصلوا إلى مستشفيات القطاع، في حين أن 30 شهيدا و166 جريحا من منتظري المساعدات وصلوا إلى المستشفيات خلال ذات الفترة، ليرتفع إجمالي الضحايا من منتظري المساعدات إلى 2248 شهيدا وأكثر من 16600 جريح، ليس هذا فحسب، فقد توفي 7 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال هذه الساعات الأربع والعشرين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 339 وفاة، بينهم 124 طفلا.

هي ليست مجرد أرقام، فوراء كل رقم مأساة، وجريمة حرب، وحزن وألم يطعن خاصرة البشرية، استمرار ما يحدث في غزة جريمة، ليست جريمة زمننا، بل جريمة أزمان ذهبت وحاضرة وقادمة، جرائم بشعة في وصفها تصاب أقلامنا بسكتات قلمية، إذ لا يوجد ما يعبّر عن بشاعتها، وحقيقتها، نحن نتحدث حتى يوم أمس عن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول 2023 على قطاع غزة 63459 شهيدا و160256 جريحا، بينهم 11328 شهيدا و48215 جريحا منذ استئناف الاحتلال عدوانه على غزة في 18 آذار الماضي، واقع مؤلم يتجاوز الحزن حزنا، بل أحزانا، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية حتمية بضرورة وقف هذه الحرب التي حوّلت غزة لركام تراب وحوّلت أهل غزة لبقايا إنسان!!!.

غزة تتعرض لأبشع وأقسى وأخطر حروب هذه المعمورة، تتعرض لحرب دول عظمى لم تكن لتتحملها، وقد شاهدنا أن دولا كبرى لم تصمد أمام اعتداءات هشّة، لتصمد غزة وحيدة، يساندها الأردن بمساعدات لم تتوقف صحيا وإغاثيا وإنسانيا وغذائيا، مقدما بكل ما أوتي من حب عونا للأهل في غزة، مناديا بكل منابر العالم بضرورة وقف الحرب وتدفق دخول المساعدات للأهل في غزة، لتبقى هذه المدينة الساحلية تعيش عتمة أيام دون بريق أمل، يسيطر عليها بدل الأمل، الألم، وبدل السلام، السلاح، هي أحرف على كلمات حياة مختلفة تغيّرت في غزة لتحوّلها لمدينة رمادية دمرتها قذائف وصواريخ إسرائيل وأبقتها وحيدة تعيش صمتا مقلقا من مجتمع دولي يسمع لكل شيء إلاّ صوت غزة.

ويبقى السؤال، ماذا تريد إسرائيل من غزة، ماذا بقي من خططها لتطبقه في غزة؟ إلى متى الحرب عل غزة؟ هي أسئلة أجوبتها بحجم حياة، تنهي حربا، وتمنح الأهل في غزة فرصة لحياة، وربما فرصة لبقايا حياة، وقف الحرب ليس قرارا أو ملفا يوضع على طاولة مباحثات، هو حسم يجب أن يتحقق على الفور، فبقاء الحال على ما هو عليه في غزة، حقيقة يضع العالم على فوهة بركان خطير، لتصعيد مستمر، وعدم استقرار، ونيران حروب تجعل من السلام أمنية بعيدة المنال، بل مستحيلة المنال، هي جرائم لم تعد تستوعبها العقول، توجع القلوب وتجعل من ضرباتها في تسارع دائم ليس مرضا، إنما وجعا على شعب يعيش حربا منذ عامين استخدمت بها إسرائيل أقسى جرائم الحرب، لكن في الاستمرار جريمة، وفي الصمت خذلان عالمي مؤلم.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00