العموم نيوز: أسماء الأسد، التي مثلت ذات يوم وجه الحداثة في سوريا، ارتبط اسمها لاحقاً بالنظام الاستبدادي لزوجها، بشار الأسد. ورغم قضائها نصف حياتها في المملكة المتحدة وحملها لجنسيتها، لم تعد موضع ترحيب فيها.
تشير التقارير إلى أن أسماء الأسد، البالغة من العمر 49 عاماً، موجودة في روسيا برفقة زوجها وأبنائهما الثلاثة، وذلك بعد فرارهم من سوريا إلى حليفتهم الكبرى. ورغم رفض الكرملين تأكيد وجودهم، يشكل هذا المنفى الإجباري ضربة أخرى لسمعتها، التي تحولت من كونها ورقة رابحة للنظام إلى رمز مرتبط بحكمه.
في عام 2012، جُمّدت أصول أسماء الأسد بموجب عقوبات أوروبية بسبب استفادتها من النظام السوري. ورغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أبقت على العقوبات المفروضة عليها، حيث تُعتبر “غير مرحب بها” هناك، رغم أنها تحمل جواز سفر بريطانياً.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مؤخراً أن بلاده ستبذل كل الجهود لمنع إقامة أي فرد من عائلة الأسد على أراضيها، مشدداً على أنه لم يتم تلقي أي طلب من أسماء الأسد للعودة إلى المملكة المتحدة.
وُلدت أسماء الأسد عام 1975 في لندن لأسرة سورية. درست في مدارس مرموقة وتخرجت من جامعة كينغز كوليدج بشهادات في المعلوماتية والأدب الفرنسي. عملت في عالم المال قبل أن تتزوج بشار الأسد عام 2000 بعد توليه الرئاسة.
جسّدت أسماء في بداياتها صورة حداثية للسيدة السورية الأولى، وشاركت في الحياة العامة بخلاف والدة بشار، أنيسة مخلوف، التي ظلت بعيدة عن الأضواء. لكنها فقدت هذه الصورة بعد دعمها القوي لزوجها خلال الانتفاضة السورية والقمع العنيف الذي تبعها، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية.
أصبحت أسماء الأسد هدفاً للانتقادات بسبب صمتها عن القمع ودعمها المستمر للنظام. اتُهمت بالإثراء غير المشروع من خلال منظمة “الأمانة السورية للتنمية”، واستغلال موارد الدولة. وفي عام 2020، فُرضت عليها عقوبات أميركية، إلى جانب أفراد من عائلتها، ووصفت بأنها من أكبر المستفيدين من الحرب السورية.
أسماء لديها ثلاثة أبناء من بشار الأسد، أحدهم حصل مؤخراً على شهادة في الرياضيات من جامعة موسكو. في السنوات الأخيرة، عانت من مشكلات صحية، حيث أُعلن عن إصابتها بسرطان الثدي بين 2018 و2019، ثم باللوكيميا في عام 2023.
أسماء الأسد، التي كانت تُعرف بلقب “وردة الصحراء” واستُقبلت بحفاوة في الغرب، أصبحت الآن رمزاً للجدل والنقد، تعكس تحولها من الأمل إلى أحد أوجه النظام الذي مزق سوريا.