العموم نيوز:
السفير المثير للجدل يشعل فتيل المواجهة البريطانية – الأوكرانية
برزت مواقف متضاربة داخل الحكومة البريطانية، بعدما دعا سفير بريطانيا لدى الولايات المتحدة، اللورد بيتر ماندلسون، أوكرانيا إلى إعلان وقف إطلاق النار أولًا لإحراج روسيا وإجبارها على الالتزام.
شرارة الخلاف
واتهم ماندلسون كييف بعدم المبادرة إلى التهدئة، معتبرًا أنّ “الخطوة الأولى” يجب أن تأتي من الجانب الأوكراني، وهو ما فجّر موجة انتقادات في لندن. ورأى مراقبون أنّ هذا الموقف يعيد فتح ملف “الجدل السياسي” حول تعيين ماندلسون سفيرًا لدى واشنطن، لا سيما أنه سبق وأثار ضجة بانتقاداته للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
“ليست سياسة حكومية”
بيد أنّ وزير القوات المسلحة البريطاني، لوك بولارد، سارع لنفي تبنّي الحكومة لهذا الطرح، مؤكدًا أنّه “ليس سياسة حكومية” وأن بريطانيا ستواصل تنسيقها مع حلفائها الأوروبيين والأميركيين والأوكرانيين للتوصل إلى سلام “دائم ومستدام”.
وأوضح بولارد أن تركيز الحكومة ينصب على ضرورة دعم الولايات المتحدة لأي اتفاق، حتى لا تتيح “هدنة قصيرة” لروسيا فرصة إعادة ترتيب صفوفها. ولمّح بولارد إلى خطورة خطوة ماندلسون، مشيرًا إلى أنّ “المقترحات الأحادية” قد تزعزع الموقف المتماسك بين بريطانيا وشركائها الدوليين.
اجتماعات مكثفة
وسط هذه الخلافات، انعقدت قمة في لندن بدعوة من رئيس الوزراء السير كير ستارمر، بمشاركة قادة أوروبيين، والأمين العام للناتو، ورئيس الوزراء الكندي، للبحث في سبل تكثيف الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا. وأعلن ستارمر عن حزمة جديدة تمكّن كييف من الحصول على 1.6 مليار جنيه إسترليني لشراء 5,000 صاروخ دفاع جوي إضافي، مؤكدًا أنّ “أوروبا يجب أن تتحمل العبء الأكبر” مع استعداد بريطانيا للمشاركة بقوات على الأرض وطائرات في الجو.
خلفيات الأزمة
تعكس هذه التطورات تناقضًا متصاعدًا في مؤسسة الحكم البريطانية، حيث تحاول لندن إبقاء موقفها داعمًا لكييف مع الحرص على عدم منح موسكو ذريعة لإعادة الهجوم. ويخشى المسؤولون أن تؤدي أي هدنة غير مدروسة إلى إعادة إنتاج الحرب بشكل أعنف، لا سيما مع تمسّك روسيا بمطالبها الحدودية.
مخاوف مستقبلية
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حضر إلى لندن، بدا مستعدًا لتقديم تنازلات “كبيرة”، بما فيها احتمال التنازل عن منصبه إذا ضمنت الخطوة دخول بلاده حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما أبدى انفتاحًا على إعادة إحياء “صفقة المعادن” مع واشنطن والتي تعطّلت إثر لقائه المتوتر مع ترامب.
لكن المحللين يرون في هذه الخطوات إشارة جديدة على حجم الضغط الواقع على كييف، وعلى مدى عمق الخلافات داخل لندن بشأن مستقبل الأزمة.