العموم نيوز: تستعد دول الاتحاد الأوروبي لتطبيق نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES) ابتداءً من اليوم الأحد، وهو نظام جديد يفرض على القادمين من خارج الاتحاد — ومنهم البريطانيون — تسجيل بصماتهم وأخذ صورة شخصية قبل دخول منطقة شنغن، التي تضم 29 دولة أوروبية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت “Indepedent” يهدف النظام إلى استبدال ختم الجواز التقليدي بآلية إلكترونية لتتبع الدخول والخروج، لكن خبراء النقل والسفر حذروا من أن التطبيق سيؤدي إلى تأخيرات قد تصل إلى أربع ساعات في المعابر الجوية والبرية، فضلًا عن خسائر اقتصادية كبيرة.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية إن عملية التسجيل “لا تستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين”، لكنها أقرت بأن الازدحام في أوقات الذروة “قد يطيل مدة الانتظار”، فيما أوصت شركات السفر المسافرين بتخصيص أربع ساعات إضافية لعبور الإجراءات الجديدة خلال الأسابيع الأولى.
ووفقًا لتحليل أجرته منظمة Logistics UK بالتعاون مع شركة MDS Transmodal، فإن تأخير مرور الشاحنات بمعدل 90 دقيقة عبر القنال الإنجليزي قد يكلّف الاقتصاد البريطاني نحو 400 مليون جنيه إسترليني سنويًا.
وقال جوش فِنتون، مدير السياسات في المنظمة: “قطاع النقل لا يمكنه تحمّل هذه التكاليف في ظل ارتفاع النفقات وضعف الهوامش. من الضروري أن تبقى الحكومة البريطانية على تنسيق وثيق مع نظرائها الأوروبيين لضمان انسيابية حركة التجارة عبر القنال.”
أما حزب الديمقراطيين الأحرار فحذر من أن الخسائر المحتملة تعادل توظيف أكثر من 16 ألف ممرضة في هيئة الصحة الوطنية، ودعا الحكومة إلى التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لتسهيل الفحوصات المسبقة للشاحنات البريطانية قبل وصولها إلى الحدود.
وقالت المتحدثة باسم الحزب للشؤون الأوروبية أليستار بينكرتون: “من غير المقبول أن تخسر بريطانيا مئات الملايين بسبب فشل الحكومة في التفاوض بشأن النظام الجديد. هذا المبلغ كان يمكن أن يُستثمر في دعم الشركات والخدمات العامة داخل البلاد.”
في المقابل، وصف توم جنكنز، المدير التنفيذي لجمعية السفر الأوروبية (Etoa)، بدء تطبيق النظام بأنه “فوضوي وغير واضح”، موضحًا أن بعض الدول ستبدأ بتطبيقه جزئيًا قبل دخوله حيز التنفيذ الكامل في 10 أبريل 2026.
وأضاف: “من المستحيل تنفيذ نظام جزئي كما تخطط المفوضية الأوروبية. سيؤدي ذلك إلى ازدواجية بين التسجيل الإلكتروني وختم الجوازات، ما سيزيد من فوضى الإجراءات.”
وسيُجرى تسجيل المسافرين البريطانيين في المطارات الأوروبية أو في نقاط المغادرة داخل المملكة المتحدة، مثل محطة سانت بانكراس الدولية، وميناء دوفر، ونفق المانش، حيث أُضيفت أكشاك إلكترونية جديدة لتسهيل العملية.
وقالت جوليا لو بيو سيد، الرئيسة التنفيذية لشبكة وكلاء السفر المستقلين Advantage Travel Partnership، إن المسافرين عبر مطارات جنوب أوروبا يجب أن يخصصوا “أربع ساعات على الأقل” لعبور الحدود، متوقعة ازدحامًا كبيرًا في الأسابيع الأولى قبل أن تستقر الأمور تدريجيًا مع تعوّد الموظفين والمسافرين على النظام.
ويُذكر أن تسجيل بيانات المسافرين سيكون صالحًا لمدة ثلاث سنوات، على أن يُستغنى بعدها عن ختم الجوازات يدويًا.
من جانبه، قال مارك تانزر، الرئيس التنفيذي لمنظمة السفر البريطانية Abta، إن النظام “سيجعل السفر إلى أوروبا أكثر سرعة وسلاسة مستقبلاً”، لكنه حذّر من “تأخيرات مؤقتة في البداية”، داعيًا الدول الأوروبية إلى “التحلي بالمرونة وتفعيل خطط الطوارئ لتجنّب الازدحام في أوقات الذروة”.