العموم نيوز: لقي تسعة أشخاص من المرضى ومرافقيهم حتفهم، وأصيب 20 آخرون، جراء هجوم استهدف المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر الواقعة بغرب السودان، يوم الجمعة. وقد أدى هذا الهجوم إلى تعطيل المستشفى بالكامل عن العمل، وفقًا لما أفاد به المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وأحد الأطباء يوم السبت.
وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منشور على منصة “إكس”، أن “الهجوم الذي استهدف المستشفى الرئيسي في الفاشر أسفر عن 9 قتلى و20 مصابًا من المرضى وأقربائهم”. ووصف غيبريسوس استمرار الهجمات على القطاع الصحي في السودان بأنه أمر “مؤسف”، داعيًا إلى ضرورة حماية المرضى والعاملين الصحيين، ووقف أي اعتداءات تستهدف المنشآت الصحية.
من جانبه، أكد أحد الأطباء، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن المستشفى توقف عن العمل كليًا بعد الهجوم. وأوضح أن الاعتداء طال مناطق كان يتجمع فيها أهالي المرضى وأجزاء حيوية أخرى في المستشفى، مما أدى إلى دمار واسع.
وأشارت “تنسيقية لجنة المقاومة” في الفاشر إلى أن الهجوم تسبب في تدمير العنابر الطبية والصيدليات وغرفة العمليات داخل المستشفى.
تأتي هذه الأحداث ضمن سياق حرب مستعرة يشهدها السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”. وتسببت هذه الحرب في سقوط عشرات الآلاف من القتلى المدنيين، وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، مما أغرق البلاد في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر منذ مايو الماضي، في حين تعاني مناطق واسعة من إقليم دارفور من نزوح أكثر من نصف سكانها، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي 10 ملايين نسمة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على غالبية إقليم دارفور وأجزاء كبيرة من جنوب كردفان ووسط السودان، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على المناطق الشمالية والشرقية من البلاد. وقد اتُهم الطرفان بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي للأحياء السكنية.
وفي يوليو الماضي، أشار تقرير أممي إلى أن المجاعة طالت مخيمًا للاجئين في شمال دارفور نتيجة حصار قوات الدعم السريع الذي عرقل إيصال المساعدات الإنسانية ووقف الأنشطة التجارية. ومع تصاعد الهجمات المتبادلة بين الطرفين على المناطق السكنية خلال الأسابيع الأخيرة، تبدو نهاية الحرب بعيدة المنال.