Home Uncategorizedالرواد في بلاط صاحبة الجلالة

الرواد في بلاط صاحبة الجلالة

by dina s
80 views
A+A-
Reset

كتب:محمد الطورة – أبو مهند

ليس من السهل أن يصل المرء إلى بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة)، إلا إذا كان من أصحاب الحظ الوفير، لكن هذا الحظ لن يكون ذو قيمة كبيرة دون أن يصاحبه جهدٌ وعملٌ دؤوب وطموح كبير. فالعمل الجاد والتخطيط السليم هما من يصنعان حظ الصحفي، وإذا أتاحت الظروف للانضمام إلى هذا المجال، فإن المقام في بلاط الصحافة لن يدوم طويلاً إذا لم يكن الصحفي على قدر التحدي.

في الأردن، شهدنا العديد من التجارب الصحفية التي حاول أصحابها اقتحام هذا المجال، ولكن معظم هذه التجارب لم تدم طويلاً بسبب ظروف مختلفة. ومع ذلك، فإن هناك قامات صحفية كبيرة أثرت الساحة الإعلامية بقوة، واستطاعت، بفضل امتلاكها لمهارات فطرية وإمكانات مهنية، أن تحجز لنفسها مكاناً بارزاً في الصحافة الأردنية والعربية. حيث كانت تلعب هذه الشخصيات دوراً محورياً في تقديم الأحداث والتطورات السياسية والإعلامية، كما أثبتت قدرتها على الصمود والتجدد، حتى عندما ظن البعض أن هؤلاء الصحفيين سيغيبون عن الساحة.

في الماضي، كانت الصحف تعتمد على صحفيين مختلفين في أساليبهم واختيارهم للأخبار، مما جعل الصفحات الأولى متنوعة وغير متشابهة. أما الآن أصبحت الأخبار تعتمد بشكل رئيسي على وكالات الأنباء، كما أن الصحف لم تكن تحتوي على مصورين صحفيين بشكل دائم، بل كانت الصور تأتي من الجهات الرسمية أو من مصورين خارجيين يلتقطون الصور في المناسبات ليبيعوا تلك الصور للصحف.

لا يمكنني أن أقدم عرضاً شاملاً لجميع جوانب العمل الصحفي، فهذا مجرد استرجاع لما رأيته وسمعته في تلك الفترة. ففي الأيام التي بدأت فيها بقراءة الصحف، كانت هناك صحف يومية تركز على نشر الأخبار بشكل أساسي، في وقت كانت الصحف السابقة تبيع نفسها بفضل المقالات الافتتاحية التي كان معظمها يعكس اتجاهات سياسية وأيديولوجية.

كانت الصحف اليومية مثل “الرأي” و”الدستور” و”صوت الشعب” هي الأكثر شهرة في تلك الفترة، ومع بداية الثمانينات صدرت بعض الصحف الأسبوعية مثل “شيحان” (لصاحبها الدكتور رياض الحروب) و”البلاد” (للأستاذ نايف الطورة). إذ أن هذه الصحف كانت تساهم في نقل الأخبار المحلية والعالمية، فضلاً عن العديد من الصحف الحزبية التي استمرت لفترة قبل أن تتوقف لعدة أسباب. كما شهدت تلك الفترة صدور صحف يومية أخرى مثل “العرب اليوم” و”الغد” و”السبيل”، وغيرها من الصحف، التي لم تسعفني الذاكرة لاسترجاعها، ولكنها ساهمت في إضافة التنوع إلى المشهد الصحفي الأردني.

في تلك الفترة، كان الصحفيون يعتمدون على الكتابة اليدوية لجمع الأخبار وتنسيق الصفحات، حيث لم تكن هناك تقنيات حديثة، أو وجود مصممين محترفين كما هو الحال اليوم. وكانت وسائل الاتصال الإعلامي تقتصر على الهاتف والراديو (المذياع)، حيث كان الصحفيون يعتمدون على هاتين الوسيلتين للحصول على الأخبار المحلية والعالمية. وكان الراديو المصدر الوحيد للأخبار الدولية، ولذا كان الصحفيون يعتمدون على الكتابة اليدوية السريعة لتسجيل الأخبار التي تبث عبر الراديو. ولنا أن نتصور كمية الأخطاء التي تحدث بسبب عدم قدرة المحرر على المجاراة السريعة لِما ينقله المذيع، أو المشاكل التي تواجه البث بسبب التشويش أو ضعف إشارة الراديو.

شهدت الصحافة في تلك الأيام ظهور العديد من الكفاءات الصحفية التي أثرت الساحة الإعلامية بشكل كبير. صحيح أنني لم أمارس الصحافة بشكل رسمي، لكنني كنت متابعاً كبيراً للأخبار والمقالات منذ الصِغَر، فكان شغفي بالصحافة والإعلام واضحاً منذ سنوات دراستي الأولى. كنت أتابع الأخبار عبر المذياع وأقرأ مجلات مثل “العربي” الكويتية لتوسيع ثقافتي، وهو ما ساعدني في تطوير مهاراتي في الخطابة والكتابة.

وبعد أن أحلتُ نفسي على التقاعد من الوظيفة العامة، قررت الدخول إلى مجال الإعلام من خلال تأسيس موقع “العموم نيوز”، في محاولة متواضعة للإسهام في إثراء الساحة الإعلامية الأردنية والعربية وتقديم محتوى ثقافي وصحفي مميز. وبذلك، بدأت أحقق حلمي الذي راودني طويلاً.

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00