العموم نيوز: أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين، رفضه التام لأي مفاوضات أو تسوية مع “قوات الدعم السريع”. وقال البرهان إن “التسوية التي طرحناها هي أن تضع قوات الدعم السريع السلاح وتجمع في أماكن محددة، ثم يُترك للشعب السوداني أن يقرر مصيرها”. وأكد أن القوات المسلحة ماضية في القضاء على “الميليشيا المتمردة” سواء طال الزمن أو قصر.
وفي تصريحات له خلال مؤتمر حول قضايا المرأة في شرق السودان بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، نفى البرهان ما تردد عن تسوية مع “قوات الدعم السريع”، مشيرًا إلى أن هذه القوات ارتكبت انتهاكات بحق المواطنين، وما زالت تحاصر مدينة الفاشر في ولاية دارفور. كما رفض الحديث عن دعوة مجلس السيادة لعقد مؤتمر سياسي في مدينة أركويت للتفاوض مع القوى السياسية، مؤكداً أن “التوبة مفتوحة، لكن لها شروط”.
كما أشار البرهان إلى أن الجيش والقوات النظامية الأخرى، إلى جانب “المستنفرين” (المدنيين الذين سلحهم الجيش)، عازمون على القضاء على “ميليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة”، في إشارة إلى عائلة قائد “قوات الدعم السريع” الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
على الصعيد الميداني، واصل الجيش السوداني تقدمه في ولاية سنار، حيث استعاد عددًا من البلدات بعد سيطرته على مدينة سنجة عاصمة الولاية الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد. وبحسب مصادر محلية، تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بعدد من كتائب الإسلاميين “المستنفرين”، من استعادة السيطرة على بلدات مجاورة لمدينة سنجة، مثل “ود النيل” و”أبوحجار” و”دونتاي”، بعدما انسحبت “قوات الدعم السريع”. وتوغلت الأخيرة باتجاه ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد. ووفقًا للمصادر نفسها، أصبحت جميع مدن وبلدات ولاية سنار تحت سيطرة الجيش، الذي يواصل حصار ما تبقى من قوات الدعم السريع في بلدتي “الدالي” و”المزمزم”.
وكان الجيش السوداني قد أعلن، في وقت سابق، استعادة رئاسة “الفرقة 17” مشاة في مدينة سنجة، بينما نجح في أكتوبر الماضي في استعادة السيطرة على منطقة “جبل موية” الاستراتيجية التي تربط ولاية سنار مع ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.
أما “قوات الدعم السريع”، فلا تزال تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة في وسط السودان، ومنطقة غرب دارفور، فضلاً عن أجزاء كبيرة من ولايات كردفان الجنوبية. ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش و”قوات الدعم السريع” في أبريل 2023، بلغ عدد القتلى وفقًا للأمم المتحدة أكثر من 188 ألف شخص، فيما تجاوز عدد المصابين 33 ألفًا.