Home اختيارات رئيس التحريرالأردن لاعب رئيسي في المنطقة..وإعادة تموضع سياسي عربي.

الأردن لاعب رئيسي في المنطقة..وإعادة تموضع سياسي عربي.

by dina s
171 views
A+A-
Reset

العموم نيوز:

محمد الطّورة

على مدى سنوات طويله والأردن يسير بإتجاه سياسة التوازن والوئام ، ولم يعرف عبر مسيرته الخصام ، ولا جفاء الشقيق ، أو معاداة الصديق ..وعلى مدى تلك السنوات التي سعى خلالها الأردن الى تجذير التعاضد العربي ، والتضامن الأخوي ، والتوافق الإنساني ..ظل محط إعجاب وتقدير للغته السياسية الوازنة والموزونة ، آخذا بكل المواصفات والمقاييس السياسية البعد الأقليمي والإسترتتيجي في لغته الخطابية ،التي تعكس سلوك القيم السياسية النبيلة .
والأردن الذي يقف على أرضية الثبات في زمن المتغيرات ، يسعى لأن يظل في دائرة الفعل السياسي العربي المؤثر بحكم موقعه الإستراتيجي ، ولغته السياسية الهادئة ، وتشبيكه السياسي التوافقي مع دول عربية وعالمية كانت دائمة الثناء للأردن ..
اليوم ، تقف المملكة على مفترق طرق مهم للغاية ، وهو بلا شك طريق سالك رغم وعورة الأحداث المحيطة بالبلاد شمالا ،”سوريا الشقيقة” وما أنتجته الثورة من نصر على الطغيان والإستبداد .. وغربا وما تفعله آلة الإحتلال الاسرائيلي في مدن الضفة الغربية ، ناهيك عن جرائم الإبادة على يد الإحتلال في غزة ..، يضاف الى ذلك حدودنا الجنوبية المحاذية للشرق من جهة البحر الأحمر  ..هذه الإحداثيات الملتهبة ، دفعت بالأردن الى إعادة تموضعه السياسي بشكل اقوى مما كان عليه ، وتفعيل دوره الاقليمي في المنطقة بعد تراجعات في دور عواصم عربية متعددة كانت حتى وقت قريب مؤثرة في القرار السياسي .
التموضع الأردني السياسي ، هو فعل إحترافي سياسي تمليه المتغيرات ، والأحداث الدائرة ..فبعد مرار طويل على حدودنا الشمالية مع سوريا قبل سقوط نظام الأسد ، وما شهدته الحدود من عمليات تهريب للسلاح والمخدرات ،
ومحاولات مستمرة من الجانب الآخر /السوري/ لتنفيذ غايات في نفس يعقوب ، غير ان تنبه الأردن بكل مستوياته السياسية والعسكرية ، كان دائم الرصد لأي عبور لتلك الآفات المخدرة أو للسلاح .
في الأوقات العصيبة ، كان الأردن يمسك بالهدوء ..وفي وقت الشدائد التي كانت تمر في فضاء الأردن وجغرافيته ، كانت البلاد تبقي على سياسة الحكمة والتريث والصبر ..فتجاوزت البلاد العديد من الصعاب التي احاطت بها ..وها هي تعيد التموضع السياسي بشكل يليق بدورها الاقليمي الفاعل .
سيكون لعمان دورها السياسي الريادي ، في كل المتغيرات التي حدثت في الأقليم ..، ومن أبرز تلك الأدوار تعميق حالة الإستقرار ، وترسيخ قواعد الأمن ، في سوريا الشقيقة ، والمساهمة بشكل أو آخر في هذا الدور في الجنوب السوري  الى جانب دور أنقرة في الشمال السوري ، وكذلك دور الدوحة المتمم لهذا الأمر ..وفي قراءة سياسية للمشهد يبدو ان الرياض ستأخذ دورها وستكون من اللاعبين الأصلاء في المنطقة ، بعد تراجع دور عواصم عربية ..،إذن اعادة التموضع السياسي ، وترتيب الأوراق المتعلقة بالمنطقة قد بدأت فعلا ، ويبدو ان لا وقت للإنتظار وخصوصا بعد إستغلال الاحتلال الاسرائيلي الفراغ السياسي في سوريا وممارسة الإحتلال للنمرده في القنيطرة وجبل الشيخ والجولان ..هي اسباب مقنعة وواقعية لإعادة التموضع السياسي لعواصم عربية ودولية لمنع أي دخول في دوائر المعمعة السياسية في منطقة عانت من الصداع السياسي بما يكفي .

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00