العموم نيوز:
محمد الطورة
يثبت الأردن في كل أزمة تمر بها منطقتنا العربية أنه قادر على إمساك العصا من الوسط في اطار سياسة حكيمة وازنة ومتوازنة بعيدا عن التفريط بالثوابت السياسية الأردنية وعلاقة الأردن بالأشقاء العرب .
سياسة التوازنات السياسية التي تعد مرجعية ومدرسة في السياسة ، لعبت في ظل الازمات العربية والمحيطة الدور البارز والمساهم في إيجاد التوافقات السياسية التي يمكن وصفها بالوفاق والإتفاق ، وخرجت تلك الأزمات في مجملها بنتائج ، حصدت ما يشبه الإجماع العربي على السياسة الأردنية الحكيمة المبنية على بعد النظر والتحوطات لأي طاريء قد يؤدي بالمسار العربي الى نتائج غير إيجابية ، التي سيكون لها انعكاساتها على المحيط .
ولا تستدع السياسة الأردنية وشواهدها على طرح الأمثلة .. فالدور الأردني لم يترك أي منبر من المنابر العربية والدولية ، إلا وبادر في طرح معاناة غزة وما تتعرض له من عدوان سافر ..وحمل الأردن في إطار سياسته الحكيمة معاناة غزة الى العالم ، وفي كل مرة كان يطالب بوقف العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة، وضرورة حل المشكلات بالتفاهم السياسي ..وقادت الحكمة الأردنية حملة مساعدات انسانية الى غزة ، وكان الاردن السباق في إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية الى غزة برا وجوا .
الحكمة ذاتها أيضا هي من دفعت بأن يكون الأردن المساند والمساعد للأشقاء بسوريا ،بعد سقوط نظام الأسد ، وأوفدت وزير خارجيتها أيمن الصفدي الى دمشق كأول وزير خارجية يزور دمشق ويلتقي قائد الإدارة السياسية السورية السيد أحمد الشرع ، لتتوالى اللقاءات بين الاردن وسوريا بشكل أدى الى قطف ثمار النتائج بين البلدين الشقيقين .
أمثلة كثيرة ، تؤكد في كل محنة عربية ان الاردن له اليد الطولى في حكمته السياسية المنثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني.
ما توارثه الأردن في انتهاجه سياسة الحكمة والوفاق العربي ، هو بلا شك شكل مسار سياسة المملكة الأردنية الهاشمية ، المبنية على الحكمة والتوافق والوفاق ، وهو بطبيعة الحال موروث سياسي حمله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ابا عن جد في انتهاج سياسة الحكمة التي عرفناها عن قرب في مسيرة الهاشميين النبلاء .