Home اختيارات رئيس التحريرماركو روبيو وتصريحاته الاستباقية وخطة ترامب

ماركو روبيو وتصريحاته الاستباقية وخطة ترامب

بقلم: صالح الشرّاب العبادي

by editor
41 views
A+A-
Reset

ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد طخ ، وحفيد بلينكن، ففي اول زيارته إلى الاتحاد الاوروبي ، صعد على منصة المحاضرات امام رؤساء الاتحاد الاوروبي كأنه الإستاد الموجه يلقي عليهم محاضرة عن بالأخلاق والأدب واحترام قرارات ترامب والدفع بدون تردد ، وبدأ بكيل اللوم والتهديد الخفي لهم ، ويعربد عليهم ويأمرهم وهم مشدوهين مصدومين .

. ماذا سيفعل ويقول وكيف يتم مواجهة امام الدول العربية وقادتها التي سيزورها ..

وهذه مقدمة لما ساقول …

في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، تبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، كعلامة على استمرار السياسة الأمريكية المتشددة تجاه المنطقة، هذه التصريحات، التي تأتي في إطار زيارة روبيو الأولى للشرق الأوسط، تحمل في طياتها مقترحات مثيرة للجدل من إدارة ترامب، والتي تهدف إلى فرض حلول أحادية الجانب، دون مراعاة الحقوق الفلسطينية أو التوافق الإقليمي والدولي الرافض لهذه المقترحات والقرارات المتطرفة.

في تصريحاتٍ استباقية للقمة العربية المزمع عقدها، أعلن روبيو أن الولايات المتحدة تأتي لتنفيذ مخططات ترامب، والتي تتمحور حول تهجير الفلسطينيين من غزة، وأضاف أن غزة لن تعود إلى ما كانت عليه طالما أن حماس موجودة، مشيرًا إلى أن أي خطة مستقبلية للقطاع يجب ألا تتضمن وجود حماس ، هذه التصريحات تعكس توجهًا أمريكيًا واضحًا نحو فرض حلول أحادية الجانب ، تتعارض مع الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بل هو بمثابة رفض استباقي لما ستقرره القمة العالمية المنتظرة ، ففي تصريح لروبيو أكد أيضًا أن الولايات المتحدة منفتحة على مقترحات من الدول العربية، لكنه أشار إلى أن أي خطة مع وجود حماس لن يتم الموافقة عليها ، هذا الموقف يضع الدول العربية أمام تحدٍ كبير، حيث يتعين عليها إيجاد توازن بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على علاقاتها مع واشنطن، وهذا التوازن يجب ان لا يرضخ لهذه الضغوط بشكل او بآخر ، مع الاحتفاظ باستحالة القبول او حتى التفكير بتهجير الفلسطينيين من ارضهم

خلال فترة أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي السابق في إدارة بايدن، شهدت المنطقة زيارات متكررة، لكنها لم تفضِ إلى أي تقدم ملموس في مسار المفاوضات، بلينكن، الذي واجه انتقادات بسبب انحيازه الواضح لإسرائيل، استمع إلى مواقف الدول العربية، لكن النتائج كانت محدودة، في كثير من الأحيان، كانت أجندته تُسيطر عليها الأولويات الإسرائيلية، مما أدى إلى إفشال أي محاولات لوقف التصعيد أو إطلاق مفاوضات جادة ووقف الحرب انذاك ..

روبيو، من جانبه، يبدو أنه يسير على نفس النهج، بل ويضيف إليه مزيدًا من التصلب من خلال فرض خطة ترامب التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين ، هذا النهج يزيد من تعقيد الوضع ويضع المنطقة على شفا أزمات جديدة.

تصريحات روبيو وخطة ترامب تضع الدول العربية أمام تحديات كبيرة، أولاً، هناك ضغوط متزايدة من الإدارة الأمريكية لقبول خطة التهجير، رغم تعارضها مع المبادئ العربية والدولية وهذا يستلزم اصدار قرارات حازمة استباقية رافضة للتهجير .
ثانيًا، يتعين على الدول العربية الحفاظ على وحدة صفوفها وطرح رؤية موحدة تدعم الحقوق الفلسطينية ، على ان يكون القرار جمعي كلي لمواجهة ما يصرح به روبيو.

في هذا الإطار، أعلنت مصر عن استضافة قمة عربية طارئة في وقت لاحق من هذا الشهر، بهدف تقديم رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة والحفاظ على وجود الفلسطينيين على أرضهم ، هذه القمة تأتي كرد فعل على الضغوط الأمريكية، وتُظهر رغبة عربية في تجنب أي حلول قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة بل قد تؤدي الى تصعيد غير متوقع يصل إلى حد المواجهة العسكرية.

المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يلعب دورًا مهمًا في الضغط من أجل حلول عادلة ومستدامة لأزمة غزة ، أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة ستواجه معارضة دولية قوية، مما قد يعقد الافتراضات الاحادية الأمريكية ، كما أن القانون الدولي يؤكد حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم، وهو ما يتعارض مع مقترحات ترامب وروبيو جملة وتفصيلا..

مستقبل غزة يبقى مرتبطًا بحل شامل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أي حلول جزئية أو أحادية الجانب قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة ، الدول العربية مطالبة بتوحيد صفوفها وطرح رؤية شاملة تدعم الحقوق الفلسطينية وتواجه الضغوط الأمريكية.

تصريحات روبيو الاستباقية لوضع استراتيجية لخطة ترامب تمثل تحدياً كبيراً للدول العربية والمجتمع الدولي ، الوضع في غزة يبقى قضية وجودية ، تاريخية ، إنسانية وسياسية تتطلب حلولاً عادلة ومستدامة تخلوا تماماً من التهجير ، وليس فرض حلول أحادية الجانب، الدول العربية مطالبة بتوحيد صفوفها وطرح رؤية شاملة تدعم الحقوق الفلسطينية وتواجه الضغوط الأمريكية الاستباقية التي يبثها وزير الخارجية الأميركي ، مع العمل على إيجاد حلول دبلوماسية وسياسية تعيد الأمل في تحقيق السلام العادل في المنطقة.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00