العموم نيوز: عبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، عن تفاؤله بشأن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن المباحثات بين واشنطن وكييف مستمرة لضمان استمرار المساعدات العسكرية والاستخباراتية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي أندجي دودا في بروكسل، حيث شدد روته على أهمية الحفاظ على موقف قوي لأوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية، مؤكدًا أن الحلف يظل ملتزمًا بدعم كييف في مواجهة العدوان الروسي.
وأشاد روته بدور بولندا في الناتو منذ انضمامها إليه قبل 26 عامًا، معتبراً وارسو نموذجًا يحتذى به في الاستثمار الدفاعي، حيث خصصت 4.7% من ناتجها المحلي الإجمالي لهذا القطاع هذا العام. وأوضح أن بولندا تستضيف إحدى قوات الناتو البرية المتقدمة، مما يعكس استعداد الحلف للردع والدفاع، إلى جانب مساهمتها في التواجد العسكري المتعدد الجنسيات في لاتفيا ورومانيا، ومشاركتها المرتقبة في مهمة مراقبة الأجواء فوق دول البلطيق.
كما سلط الضوء على التزام بولندا المستمر بدعم أوكرانيا، معتبرًا أن هذه المرحلة تتطلب تضامنًا قويًا بين الحلفاء. وأكد أن العلاقة عبر الأطلسي تظل حجر الأساس للناتو، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدد التزام بلاده بالحلف، لكنه شدد على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الدول الأوروبية، وهو ما تقوم به بولندا بالفعل.
وأشار إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في هذا الاتجاه، حيث ارتفع الاستثمار الدفاعي في أوروبا وكندا بنسبة 20% العام الماضي، مع إعلان الدنمارك والمملكة المتحدة عن خطط جديدة لتعزيز قدراتهما الدفاعية، إلى جانب خطوات مماثلة من ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك، مما يعكس التزامًا جماعيًا بالأمن المشترك.
وحول تأثير قرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات العسكرية والاستخباراتية لأوكرانيا على دعم الناتو لكييف، قال روته إن من المهم أن تكون أوكرانيا في وضع قوي عند بدء أي مفاوضات سلام مستقبلية، مشيرًا إلى أن المباحثات بين واشنطن وكييف لا تزال جارية لحل أي صعوبات قائمة، بناءً على الرسائل المتبادلة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإدارة الأميركية.
وأعرب عن تفاؤله الحذر بأن هذه المحادثات ستسفر عن نتائج إيجابية، مشيرًا إلى أنه من الأفضل عدم التكهن بالسيناريوهات المحتملة، معربًا عن ثقته بأن الأمور ستتجه نحو حل يضمن استمرار الدعم.
وفي سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس دودا في ظل علاقته الجيدة مع ترامب وزيلينسكي، أكد روته أن وجود قادة أوروبيين يتمتعون بعلاقات وثيقة مع واشنطن يمثل عنصرًا مهمًا لتعزيز الحوار داخل الناتو.
وأشار إلى زيارته الأخيرة لواشنطن واتصالاته المستمرة مع الرئيس ترامب لبحث القضايا الأمنية المشتركة، مؤكدًا أن التشاور المستمر بين الحلفاء ضروري في هذه المرحلة.
وشدد الأمين العام لحلف الناتو على أهمية التعاون الوثيق بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، مؤكدًا أن الأمن الأوروبي مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا مشتركًا واستمرارًا في تعزيز القدرات الدفاعية.