Home اختيارات رئيس التحريررسائل القوة: كيف رسخت القوات السورية الجديدة سيطرتها عبر ردود فعل حاسمة؟

رسائل القوة: كيف رسخت القوات السورية الجديدة سيطرتها عبر ردود فعل حاسمة؟

بقلم: صالح الشرّاب العبادي

by editor
38 views
A+A-
Reset

في ظل التحولات العميقة التي تشهدها سوريا بعد تشكيل الحكومة الجديدة، برزت القوات التابعة لها كقوة حاسمة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ، وقد جاءت هذه القوة من خلال ردود فعل سريعة وحاسمة تجاه التهديدات، سواء داخل البلاد أو على حدودها، ومن خلال حادثتين بارزتين، أظهرت هذه القوات قدرتها على فرض السيطرة وإرسال رسائل واضحة بأن عهد الفوضى قد انتهى، وأن سوريا الجديدة لن تتهاون مع أي تهديد لاستقرارها.

الحادثة الأولى: الحسم ضد فلول النظام السابق في الساحل

منذ سقوط النظام السابق، حاولت بعض فلوله التمترس في مناطق الساحل، معتقدة أن بإمكانها إعادة تنظيم صفوفها والعودة إلى المشهد ، إلا أن القوات السورية الجديدة وجهت ضربة قاصمة، مستندة إلى استراتيجية عسكرية محكمة، حيث قامت بتنفيذ عمليات أمنية مكثفة أدت إلى تفكيك شبكاتهم ، كانت هذه العملية رسالة واضحة بأن الحكومة الجديدة لن تسمح بظهور جيوب مقاومة أو بقايا من النظام السابق تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار.

وقد تميزت هذه العملية بسرعة التنفيذ والدقة في استهداف العناصر الأكثر خطورة، مما عزز ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على فرض الأمن، كما أن الحملة لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل كانت جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إنهاء أي تهديد محتمل قبل أن يتحول إلى أزمة طويلة الأمد.

الحادثة الثانية: الرد على مقتل الجنود السوريين على الحدود اللبنانية

لم تقتصر التحديات على الداخل السوري، بل امتدت إلى الحدود، حيث شهدت المنطقة الحدودية مع لبنان تصعيدًا خطيرًا بعد مقتل جنود سوريين، تشير التقارير إلى أن الحادثة وقعت نتيجة اشتباك مع مجموعات مسلحة، يُعتقد أنها تابعة لحزب الله أو لبقايا النظام السابق المتحصنين في لبنان ، لم يكن الرد السوري مجرد إدانة دبلوماسية، بل جاء سريعًا وعنيفًا، حيث نفذت القوات السورية الجديدة عمليات عسكرية دقيقة لضرب مواقع التهديد ومنع أي تكرار لمثل هذه الاعتداءات.

وقد أكدت هذه العملية أن الحكومة السورية الجديدة لن تتسامح مع أي اختراق أمني، سواء أتى من الداخل أو من الخارج. كما أنها أرسلت رسالة إلى القوى الإقليمية بأن سوريا قادرة على حماية حدودها والدفاع عن سيادتها.

دلالات الرسائل الموجهة من خلال الحادثتين

تعكس الحادثتان تحولًا استراتيجيًا في التعامل مع التهديدات، حيث لم تعد الحكومة الجديدة تعتمد على أساليب التسامح والتفاوض والمهادنة ، بل باتت تفضل الحسم والردع ، وهذا التوجه يعزز من استقرار البلاد ويعيد ثقة السوريين في قدرة دولتهم على حماية أمنهم وبالتالي على استحقاقات ثورتهم .

1.إنهاء أي محاولات لإحياء النظام السابق: كانت الضربة الموجهة إلى فلول النظام السابق في الساحل رسالة واضحة بأن الماضي انتهى، وأن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ستُقابل بقوة ساحقة ، وتعتبر هذه العمليات الحاسمة السريعة رسالة الى باقي الاقليات في داخل سوريا حتماً .

2.حماية الحدود وفرض السيادة: الرد القوي على مقتل الجنود السوريين عند الحدود اللبنانية أكد أن الحكومة الجديدة لن تسمح بأن تتحول حدودها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية أو لمجموعات مسلحة خارجة عن القانون.

3.تعزيز موقف الحكومة إقليمياً ودولياً: من خلال هذه العمليات الحاسمة، باتت الحكومة السورية الجديدة تُظهر نفسها كجهة قادرة على فرض النظام والأمن، وهو ما يعزز موقفها في أي مفاوضات سياسية مستقبلية.

4. وهل كانت تلك العمليات الحاسمة السريعة ، رسالة مبطنة الى اسرائيل التي تحتل شريط امني طويل من الاراضي السورية وتقصف مناطق في دمشق ودرعا دورياً؟

تعكس التطورات الأخيرة في سوريا مرحلة جديدة من الحزم والقوة في التعامل مع التحديات الأمنية ، لقد نجحت الحكومة السورية الجديدة في إرسال رسائل واضحة بأن سيادتها خط أحمر، وأنها مستعدة لاتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على أمن البلاد. وبينما تستمر عملياتها لتثبيت الاستقرار، يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى ستتمكن هذه الحكومة من الحفاظ على هذا النهج في ظل التحديات الداخلية والخارجية الاقليمية والدولية؟

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00