لندن- محمد الطّورة
منذ تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999، استطاع جلالة الملك عبدالله الثاني أن يُظهر حنكة سياسية وقدرة فائقة في إدارة شؤون البلاد.تعتمد على خبرة في التعامل مع مختلف التحديات، داخليًا وخارجيًا، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار والوئام بين أبناء الشعب الأردني في الداخل وتوطيد علاقاته السياسية والأقتصادية مع الخارج.
يسعى جلالة الملك إلى بناء علاقات دولية استراتيجية تعمل على تعزيز مكانة الأردن في المجتمع الدولي. يُستثمر الموقع الجغرافي للأردن كحلقة وصل بين الدول العربية والدول الغربية، مما يُساعد في تحقيق مصالح البلاد ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.
يدفع الأردن في أغلب الظروف ، بموقعه الجغرافي وعروبته، ثمن الصراعات الإقليمية المتعددة. لذلك، يبذل جلالة الملك جهودًا كبيرة لتأمين استقرار البلاد، من خلال التحالفات والشراكات الاستراتيجية، في محاولة لضمان العبور بالأردن إلى بر الأمان. فالاستقرار السياسي هو أساسي لاستمرار تنمية المجتمع وتحقق الرفاهية لكل الأردنيين.
منذ قيام الدولة الأردنية، واجهت البلاد تحديات عدة تتعلق بعروبتها وموقعها الجغرافي. فقد دفع الأردن ولا يزال ثمناً باهظاً نتيجة الانتماء العربي، الأمر الذي ساهم في تشكيل هويته السياسية والاجتماعية.
تُعتبر العروبة من الأسس الرئيسية التي قامت عليها الدولة الأردنية. ولكن، هذا الانتماء لم يكن خالياً من التحديات، حيث تعرّضت الأردن لعوامل سياسية واقتصادية أحيانا نتيجة للكثير من الصراعات في المنطقة وفي مقدمتها قضية فلسطين. فالأردن كان ولا يزال نقطة تواصل مهمة بين عدة دول عربية، مما يجعله عرضة لتقلبات الأوضاع الإقليمية.
موقع الأردن الجغرافي يعكس أيضاً العديد من الأبعاد المعقدة. فالدولة محاطة بمجموعة من الدول التي شهدت حروب وصراعات على مدار التاريخ. هذا الموقع جعل من الأردن موطناً للاجئين ووسيلة للتفاعل الجغرافي مع التوترات الإقليمية. وبالتالي، أدى هذا إلى إحداث تغييرات في البنية الاجتماعية والاقتصادية للأردن، مما يحتم على البلاد التكيّف مع هذه الظروف.
ختاماً، إن العلاقات المتشابكة بين العروبة والموقع الجغرافي للأردن تلقي بظلالها على مستقبل الدولة، مما يتطلب استراتيجيات مبتكرة لمواجهة التحديات القادمة.