العموم نيوز: حكم على مشجعين متشددين لناديي إنتر وميلان الإيطاليين لكرة القدم الثلاثاء بالسجن لمدة تصل إلى عشرة أعوام لارتكابهم مجموعة من الجرائم تتراوح بين التآمر الجنائي والقتل، وذلك عقب تحقيق في أنشطة غير قانونية لما يُسمى بمجموعات الألتراس.
وأُدين جميع الأشخاص الـ16 الذين حوكموا بتهم متنوعة، في إجراءات مُعجَّلة بدأت في مارس، وصدرت بحقهم عقوبات تصل بمجموعها إلى 90 عاما.
وشملت الجرائم بشكل عام أنشطة حول ملعب “سان سيرو” الشهير خلال أيام المباريات، من بيع التذاكر بأسعار باهظة إلى السيطرة على مواقف السيارات وعلى أكشاك البيع وأخذ أموال من أشخاص لا يحملون تذاكر والسماح لهم بدخول الملعب.
وكان أندريا بيريتا من بين ثلاثة أشخاص صدرت بحقهم أقسى عقوبة، إذ أُدين الزعيم السابق لرابطة الألتراس في إنتر بتهمة التآمر الجنائي وبقتل زميله في الرابطة رجل العصابات أنتونيو بيلوكو.
وخلص التحقيق في سبتمبر الماضي إلى “وجود عمليات تسلل إجرامية داخل الألتراس شملت القادة الرئيسيين لاتحادات مشجعي فريقي كرة القدم الرئيسيين في ميلان” وفق المدعي العام في المدينة.
وبدأت هذه العملية بعد شهر من طعن بيريتا لبيكولو، أحد أعضاء مافيا “ندرانغيتا” في مدينة كالابريا.
ووقعت الحادثة خارج صالة للألعاب الرياضية في “تشيرنوسكو سول نافيليو”، وهي بلدة تقع في مدينة ميلان، عندما تشاجر الرجلان داخل سيارة.
وخلف بيريتا الذي أدين في مناسبات عديدة لارتكابه أعمال عنف وتجارة مخدرات، الزعيم التاريخي لـ”ألتراس” إنتر فيتوريو بويوكي الذي قُتل في أكتوبر 2022، وفقا للصحافة.
أما بيلوكو فقد قُدّم على أنه وريث عائلة قوية تنتمي إلى مافيا “ندرانغيتا” الواقعة في مدينة كالابريا في جنوب إيطاليا، وأدين في الماضي لجرائم تتعلق بالمافيا.
وأُوكل التحقيق في الحادثة إلى المدعي العام باولو ستوراري، وهو قاض في وحدة مكافحة المافيا، وقد حقق في حادثة قتل بويوكي وتسلُل المافيا إلى مجموعات الألتراس في كرة القدم الإيطالية.
واستغل بيريتا وماركو فيرديكو، المحكوم عليهما بالسجن ثمانية أعوام، علاقات بيلوكو بمنظمة “ندرانغيتا” لإقصاء المشجعين المتشددين التقليديين المرتبطين بسياسات اليمين المتطرف والذين كانوا يسعون إلى زعامة ألتراس إنتر.
كما حُكم على لوكا لوتشي، أبرز ألتراس ميلان، بالسجن عشرة أعوام بتهمة التآمر الجنائي والتخطيط في عام 2019 لمحاولة قتل أحد منافسيه إنتسو أنغينيلي.
وحُكم على مساعده دانييلي كاتالدو الذي اعتُبر منفذ الهجوم على أنغينيلي، بنفس العقوبة.
والمحاكمة المُعجَّلة، المعروفة بـ”ريتو أبريفياتو”، هي إجراء في القانون الإيطالي يُحاكم فيه المتهمون بناء على أدلة يقدمها المدعون العامون، من دون مناقشة تلك الأدلة من قبل الفرق القانونية.
ويسمح هذا الإجراء بإكمال المحاكمات في فترة زمنية أقصر بكثير من التي تستغرقها الإجراءات القضائية العادية والتي بموجبها بدأت في فبراير محاكمة الأشخاص الثلاثة المتبقين الذين أوقفوا في سبتمبر.
ويضم هذا الثلاثي فرانشيسكو لوتشي الذي تولى مسؤولية ألتراس ميلان في كثير من الأحيان خلال مشاكل شقيقه لوكا المتكررة مع القانون بتهم تشمل الاتجار بالمخدرات والاعتداء على أحد مشجعي إنتر الذي فقد بصره وانتحر لاحقا.
ولم تُوجه أي تهم للناديين تتعلق بالجرائم وحصل كل منهما على تعويض قدره 50 ألف يورو كطرفين متضررين في المحاكمة.