العموم نيوز: لليوم السادس على التوالي، يتواصل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مع تبادل القصف الصاروخي والضربات الجوية، وتصريحات حادة من قادة الطرفين ودخول أطراف دولية على خط الأزمة.
وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبر حسابه على منصة “إكس”: “باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة… يجب التعامل بقوة، ولن نساوم أبدا”، في إشارة مباشرة إلى استمرار المواجهة دون تراجع.
من جانبه، أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سلسلة من التصريحات المتضاربة على منصته “تروث سوشيال”، قال فيها إن “مكان خامنئي معروف لكن لن نقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الراهن”. وأضاف: “صبرنا ينفد”. وبعد دقائق نشر منشوراً جديداً كتب فيه: “استسلام غير مشروط!”، ما عمق حالة الغموض بشأن موقف واشنطن.
في الميدان، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق إيران وابلين من الصواريخ باتجاه إسرائيل، فجر الأربعاء، فيما دوت انفجارات في سماء تل أبيب. وردّت إسرائيل بقصف جوي طال مواقع في طهران ومدينة كرج، وسط تقارير عن طلب إسرائيل من سكان العاصمة الإيرانية إخلاء بعض المناطق تحسباً لضربات موسعة.
وفيما تحدثت مصادر إيرانية عن شن إسرائيل “حرب إلكترونية واسعة” طالت البنية التحتية الرقمية، أكدت وكالة فارس أن طهران حظرت استخدام الهواتف المحمولة بين كبار المسؤولين لأسباب أمنية.
وقالت خمسة مصادر مطلعة لرويترز إن مقتل عدد من كبار مستشاري خامنئي في الغارات الإسرائيلية خلّف فراغاً في دوائر صنع القرار، وزاد خطر الوقوع في أخطاء استراتيجية.
وعلى الصعيد الدولي، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، من قمة مجموعة السبع في كندا، إن لا مؤشرات حالياً على نية أميركية للتدخل المباشر في النزاع. لكن مسؤولين أميركيين أكدوا إرسال تعزيزات من الطائرات المقاتلة إلى المنطقة، وتوسيع نطاق الانتشار الجوي، في وقت عقد فيه ترامب اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي لمناقشة التطورات، دون الكشف عن نتائج الاجتماع.
وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية جاءت بعد معلومات استخباراتية أفادت بأن إيران تقترب من إنتاج سلاح نووي. في المقابل، تنفي طهران هذه الاتهامات، وتؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية ضمن إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأول مرة منذ نحو 20 عاماً، أن إيران تنتهك التزاماتها النووية، مشيرة إلى آثار مباشرة على منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز، بينما تواجه إسرائيل صعوبة في استهداف منشآت مثل فوردو المدفونة تحت الجبال، دون تدخل أميركي مباشر.
ميدانيًا، أعلنت طهران مقتل 224 شخصًا، معظمهم مدنيون، جراء الغارات الإسرائيلية، بينما أفادت إسرائيل بمقتل 24 شخصًا في القصف الإيراني.
وتزامنًا مع التصعيد العسكري، سجلت أسواق النفط العالمية حالة من التأهب، خاصة بعد تعرض منشآت استراتيجية مثل حقل بارس الجنوبي، أحد أكبر حقول الغاز في العالم، لضرر محتمل جراء الضربات المتبادلة.