Home اختيارات رئيس التحريرالحرب على غزة لم تتوقف

الحرب على غزة لم تتوقف

نيفين عبد الهادي

by editor
63.4K views
A+A-
Reset

صراخ لا يتوقف من غزة، الجنوب يُباد، والشمال يُباد، والوسط يُباد، لم يعد المكان والمنطقة تشفع للقائمين بها أو النازحين لها، سببا، أو حماية، فغزة تُباد، بحرفيّة التفاصيل والإجرام، والكوارث، لم تترك إسرائيل شبرا واحدا في قطاع غزة بعيدا عن صواريخها وحربها، وجرائمها، تستمر يوميا بالتدمير والإبادة، وسط صراخ الأهل في غزة، وأسئلتهم التي لا تنتهي لماذا هذه الحرب؟ وإلى متى؟ .

تغيرت اتجاهات بوصلة العالم من غزة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، لتبقى غزة في ظلام الغفلة، والنسيان أو التناسي، وربما التناسي المقصود، تتعرض يوميا لحرب إبادة وتجويع وقصف لا يتوقف، ومجازر يروح ضحيتها مئات الشهداء، دون رحمة ولا إنسانية، بعيدا عن أبسط مقومات الحياة، وها هو العام الثاني الذي يمر على طلبة غزة دون تعليم، ودون امتحان للثانوية العامة، ليكونوا جزءا من كوارث الحرب على غزة، وبطبيعة الحال دون مدارس وآلاف الطلبة باتوا شهداء، فما هذا الجانب إلاّ إحدى كوارث وجرائم إسرائيل في غزة.

ما يجب قوله، وتكراره إن غزة تحتاج من يوصل صوتها للعالم، حتى صراخ أهلها لم يعد مسموعا، واتجهت عين وأذن العالم نحو أزمة الإقليم الجديدة التي فرضتها إسرائيل، بعدوانها على إيران، ما جعل غزة تعيش بعيدا كل البُعد عن رؤية العالم ومتابعته، رغم أن هذه المتابعة كانت متواضعة من قبل، لكن غزة كانت حاضرة، حضورا متواضعا، لتغيبها إسرائيل اليوم بشكل كامل، وتضعها في عُزلة مع ما تقوم به من كوارث يومية ومجاعة ونقص في الطعام والدواء والماء، وفي قولنا نقصا، نقلل من حجم الكارثة لأن غزة فارغة من كل شيء وليس نقصا فقط باحتياجات ومقومات الحياة.

لكل من أدار ظهره لغزة، الحرب على غزة لم تنته، بل هي أكثر إجراما، وتتجه نحو مزيد من الكوارث، واللاإنسانية، والانحدار الأخلاقي، ويشكو حين يصاب الاحتلال الإسرائيلي بجزء منها، فقد شكا وعلا صوته منددا بقصف أجزاء من مرافق يراها هامة، متناسيا أنه لم يبق في غزة بيت ولا مدرسة ولا مستشفى ولا مؤسسة ولا مسجد ولا كنيسة، لم يبقوا في غزة مباني، ولا حتى أعمدة مباني، فقد دمروها فيما يتذمرون ويدينون ويبكون ما هو أقل من ذلك بكثير إذا طالهم منه شيء!!!

الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وقد انشغل العالم بأزمة إسرائيل الجديدة، والنار التي أشعلت لهيبها، ما يزال يضع غزة والقضية الفلسطينية أولوية عربية ودولية، ويحث العالم والمجتمع الدولي على وقف الحرب الكارثية، وايصال المساعدات الإنسانية للأهل في غزة، واجبار إسرائيل على وقف هذه الحرب الكارثية، ومجازرها التي لم تتوقف منذ أكثر من 20 شهرا، فأهل غزة يتعرضون لمجازر لم يعد يُمكن وصفها، فلا بد من الانصات لصوت الأردن اليوم، وانصاف أهل غزة، ووقف ما يتعرضون له، ذلك أن استمرار الصمت الدولي خذلان يتجدد يوميا لغزة وأهلها.

لأهل غزة حق في الحياة، ليس طلبا كبيرا في زمن باتت به حقوق الإنسان عنوانا لكل موضوع وقضية وندوة وشعارا لكل شيء من حولنا، يحب وقف الحرب والسعي بجدية واستمرارية لإيصال المساعدات للأهل في غزة، هذا هو الأهم خلال هذه المرحلة، وعلى العالم أن يرى غزة وسط تفاصيل المرحلة، التي لم يشهد التاريخ أسوأ من تفاصيلها، على العالم أن يسمع صراخ الغزيين، فهم كباقي البشر يستحقون الحياة، ولو ببقايا تفاصيلها، فإسرائيل ستترك لهم بعد هذه الحرب بقايا حياة!!!!

You may also like

Leave a Comment

اخر الاخبار

الاكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة العموم نيوز

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00